منذ وصول بشّار الأسد إلى السّلطة في عام 2000، مرّت سوريا بتحوّلات اجتماعيّة سياسيّة وأخرى اجتماعيّة اقتصاديّة هائلة، ما سبّب تمزّقات طفت على السطح على نحو مؤلم مع اندلاع انتفاضة عام 2011.
تشهدُ مواقع التواصل الاجتماعي سجالات بين كتاب وصحافيين وناشطين في المجال العام من السوريين واللبنانيين غالباً ما تتسم بالسلبية والحدة اللفظية، وتعكس مواقف من مقالات ودراسات أو أوراق نُشرت على منابر إعلامية مختلفة.
وصلت حدة التشنج الإيراني إزاء السعودية، ذروةً غير مسبوقة، دفعت آية الله خامنئي إلى إصدار فتوى تُجيزُ زيارة كربلاء في العراق، بدل الحج إلى مكة. التشنج السياسي الراهن، وإن استند إلى أرضية النزاع المذهبي، إلا أنه بات بدوره مساهماً في تخليق تمايز جديد بين الشيعة والسنّة، لا بل والتأثير في قيم الرأسمالية الغربية.
أضافت التجربة الفلسطينية إلى نظرية المفاوضات فهماً مغايراً يتعين معه تعميق الوعي بحقيقة تجريبية، ألا وهي أن توسل مقاربة المفاوضات لتسوية الصراعات بالطرق السلمية يمثل استمراريةً لا قطيعة مع بنية العلاقات بين الخصوم. معرفيًاً تنبهت جياتري سييفاك إلى حدود التغيير في التفاوض المعرفي عندما قالت: "كل ما أعنيه بالتفاوض هنا هو أن يحاول المرء تعديل شيء فُرض عليه. لأنه مرغمٌ على الإبقاء على تلك البنيات ولا يستطيع قطعها تماماً"[1].