يشكل التغيير الديمغرافي الوجه المتحوّل للحدث السوري، أو محاولة لاستثمار الثورة بعد ان جرى تحويلها إلى أزمة من قبل نظام الأسد وحلفاؤه، عبر تحويلها إلى فرصة لصناعة واقع ديمغرافي جديد في سوريا يشكل ركيزة لمشروع إيران الجيوسياسي في المنطقة،

هذه الورقة:

تزامنت كتابة الورقة مع خسارة التنظيم المستمرة لأراضي ومدن سيطرته؛ والحديث عن معركة استعادة الموصل وهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية والقضاء عليه بشكل نهائي والاستعدادات العسكرية لقوى محلية وإقليمية ودولية أعلنت بدء معركة استعادة الموصل في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2016،

قبل عام من الآن لم يكن الفوز الكاسح للمرشح الجمهوري دونالد ترامب ببطاقة الترشح عن حزبه للرئاسة الأمريكية متوقعاً، فقد غمرت الصّدمة بتصريحاته المتطرفة، بنبرةٍ غير مسبوقة، الرأي العام والتحليلات. وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي لم تتمكن من استشراف الوضع الذي آل إليه المشهد الانتخابي، إلا أن من غير المنصف القول بفشلها لأنها لا تعدو كونها مقياساً مُحدداً بزمن. وهنا يظهر تساؤلٌ مهم: هل يقود الرأي العام السياسات؟ أم أنه يتغير بتغيّرها؟
ليس الانقسام في صفوف اليسار حول الثورات العربية، وخصوصاً وأساساً حول الثورة السورية، عابراً، ولا يشير إلى خطأ، بل هو نتاج وعيٍ تراكم خلال عقود طويلة، عبّر عن "شلفٍ" فكري (كما كان يقول ياسين الحافظ) انبنى على قراءةٍ سطحية للماركسية، وتبنٍ نصيٍّ لها، متأثراً بما كانت تنتجه الماكينة الأيديولوجية السوفيتية من "ماركسية رثة"، وأيضاً عن توضع قطاعٍ كبير منه في فئات وسطى، وتعبيره عنها، كنتيجةٍ حتمية لتلك "الماركسية".