الجهاد على تويتر: شبكات التواصل الاجتماعيّ للمقاتلين الغربيين في سوريا والعراق

14 شباط/فبراير 2018
 
ترجمة: مصطفى الفقي

[هذه هي المادّة التاسعة من ملف ينشره موقع العالم عن المقاتلين الأجانب في الشرق الأوسط. للاطلاع على المواد السابقة، انظر أسفل المادة هذه. علماً أنّ هذه المادة التاسعة هي ترجمة لبحث بعنوان Tweeting the Jihad: Social Media Networks of Western Foreign Fighters in Syria and Iraq أعدته جيت كلوسن أستاذة السياسة بجامعة برانديز وتم نشره بجورنال دراسات الصراع والإرهاب، وقد منحتنا الكاتبة إذناً بترجمته ونشره على موقع العالم].
ملخص: لعبت وسائل التواصل الاجتماعيّ دوراً جوهرياً في الاستراتيجيات التشغيلية للجهاديين في سوريا والعراق وأماكن أخرى. على نحو خاص، تم استخدام موقع تويتر لنقل المعلومات دون غيره من منصات وسائل التواصل الاجتماعيّ الأخرى. ولربما يترك زخم التمرد الجهاديّ على تويتر انطباعاً من الموثوقية المتوهَمة، باعتباره نشاطاً عفوياً يصدر عن جيلٍ اعتاد استخدام هاتفه الجوّال للتعبير عن ذاته، ولكن إلى أي مدى يمكن الوصول إلى المحتوى والتحكم فيه؟ على مدى ثلاثة أشهر، بدءاً من شهر كانون الثاني/يناير إلى شهر آذار/مارس 2014، قمتُ بجمع معلومات من حسابات تويتر لـ 59 مقاتلاً من أصول غربية من الموجودين في سوريا.

وباستخدام منهجية كرة الثلج، تم استخدام تلك الحسابات المبدئية لجمع بيانات عن الحسابات الأكثر شعبية في الشبكة ككل. ويشير تحليل الشبكة الاجتماعية للبيانات التي تم جمعها عن مستخدمي تويتر من المقاتلين الغربيين في سوريا إلى الدور التحكميّ الذي تقوم به الحسابات المصدرية (feeder accounts) التابعة لمنظمات إرهابية توجد في منطقة الصراع، والحسابات التنظيمية المدارة من أوروبا والمرتبطة بالمنظمة البريطانية المحظورة، المهاجرين، لاسيما الداعية أنجم تشودري في لندن.

يستخدم الجهاديون في سوريا والعراق كل تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعيّ ومنصات تبادل الملفات، وأبرزها مواقع: Ask.fm, Facebook, Instagram, WhatsApp, PalTalk, kik, viper, JustPaste.it, Tumblr كما يتم استخدام المتصفحات والبرامج الآمنة مثل تور TOR في التواصل مع الصحفيين لحجب المعلومات عن أماكن وجودهم. ولكن تتواطئ الملابسات والظروف لتجعل من تويتر التطبيق الأكثر شعبية بين تلك المواقع. وخاصة التطبيق المصمم للهواتف الجوّالة؛ كونه سهل الاستخدام وغير مكلف. وحيث يمكن للمشاركات (التغريدات) أن تحتوي على صور أو نصوص أو روابط تحيل إلى منصاتٍ أخرى، ويمكن بلا جهد إعادة تدوير التغريدات الجديدة لتصل إلى جميع المتابعين.

كما تتطلب بعض تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعيّ وجود تقنية 3G أو وايفاي، بينما يمكن استخدام تويتر في غياب أيٍ منهما.

يقوم المسؤولون عن تنفيذ المهام الإلكترونية في المكاتب الخلفية بالتغريد على تويتر لمقاتلي الخطوط الأمامية مع تحميل مقاطع يوتيوب ونشرها لجمهور أوسع. وغالبا ما يكون هؤلاء القابعون في المكاتب الخلفية زوجات وشابات مؤيدات للحراك الجهادي. ليس ثمة فارق يذكر إذا ما كانوا يعملون من الرقة أو من مدينة نيس. وربما بسبب تدهور شبكات الهاتف والإنترنت على أرض الصراع، يعتمد المقاتلون على أولئك الموجودين خارج مناطق الحرب لنشر رسائلهم.

يتواصل الصحفيون والباحثون والمقاتلون على تويتر ويتابع بعضهم بعضاً. وتشير وسائل الإعلام البطيئة، سواء التلفزيونية أو الصحف أو الإذاعة، بشكل متكرر إلى تويتر كمصدر موثوق للمعلومات عمّا يحرزه المقاتلون من تقدم على الأرض. وعلى الرغم من أن تويتر قد يتسبب في وهم الموثوقية، باعتباره نشاطاً عفوياً يصدر عن جيلٍ اعتاد استخدام هاتفه الجوّال للتعبير عن ذاته، إلا أن تدفق الصور والمعلومات عبر الإنترنت عملية تدار بشكل أكثر إحكاماً مما هو متعارف عليه عموماً.

تشير الأدلة إلى أن الاتصالات التي تجري بين المقاتلين مقيدة ولا يتم الوثوق إلا في المقاتلين الذين يحافظون على درجة كبيرة من النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي. وبينما هناك عدد قليل من المقاتلين يتوجب عليهم تحديث منشوراتهم على فيسبوك وتويتر من واقع ساحات القتال، إلا أن الكثير منهم لا يتواصلون على الإطلاق. حيث يقوم المجندون الجدد بتسليم هواتفهم الجوّالة لدى وصولهم إلى معسكرات التدريب. ويُعاقَب من يُجري اتصالات غير مصرح بها مع أفراد أسرته بعقوبة مزعومة قد تصل إلى حد الإعدام. بوضوح، الاتصالات غير الخاضعة للرقابة من قبل المقاتلين الأجانب قد تكشف دون قصد عن معلومات يمكن استغلالها من قبل قوات إنفاذ القانون أو المقاتلين المنافسين. ولذلك، كانت فرضيتنا العملية التي ننطلق منها هي: ما يبدو أنّه تيار عفوي للتعبير عن الذات باستخدام وسائل التواصل الاجتماعيّ، هو في الواقع عمليات اتصالات مُحكمَة.

انطلاق وتواصل الإرهاب: الماضي والحاضر

ركزت الأدبيات التي تناولت اتصالات الإرهابيين على ما أسماه غابريل ويمان (Gabriel Weimann) بـ"مسرح الإرهاب"(1). يهدف الإرهاب إلى بث الرعب بين شريحة معينة من الجمهور، أو عدة شرائح أحياناً. ويقع الاختيار على الضحايا ليس بسبب كونهم العدو، بل لأهميتهم الرمزية. يستعير أليكس شميد (Alex Schmid) المثل الصيني المأثور: "اقتل شخصا، يرتعد عشرة آلاف"(2). ومن أجل تحقيق أهدافهم، يحتاج الإرهابيون إلى الوصول إلى جمهور واسع.

ومع ذلك، وكما هو حال المنظمات السرية، اضطروا في الماضي -على الأقل- إلى الاعتماد على وسائل الإعلام الرئيسية لبث رسالتهم. هذه المعضلة الأساسية تحرك السلوك الإرهابي. ويكمن الحل في تنفيذ حوادث عنف دراماتيكية ضد أهداف رمزية تجبر وسائل الإعلام على بث الرسالة. من خلال مهاجمة البنتاغون في 11 أيلول/سبتمبر، سعى تنظيم القاعدة إلى نقل رسالة إلى المجاهدين بمواطن الضعف في الولايات المتحدة.

كم أشارت الحُلل برتقالية اللون التي ارتداها اثنان من الصحفيين الأمريكيين اللذين أعدمهما تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر 2014 إلى الحُلل التي ارتداها سجناء معتقل غوانتانامو، مما يجعل عمليات الإعدام هذه تبدو بمثابة أعمالا انتقامية في مقابل المعاملة الأمريكية للمسلمين.

التركيز في أدبيات الإرهاب على مسرح الأحداث الإرهابية المروّعة يُخفي وراءه حقيقة أنَّ الإرهابيين يستخدمون الإنترنت أيضا لنفس الأسباب التي يستخدمها له غيرهم؛ أي من أجل التنظيم والتخطيط والدعوة والترفيه وتهذيب المؤمنين. في واقع الأمر، معظم اتصالات الإرهابيين التي تتم عبر الإنترنت تتم لأسباب عادية لدرجة تبدو غير ضارة.

فقد وجدت دراسة أُجريت لعدة سنوات على محتوى المنتديات الجهادية على الإنترنت أن معظم النقاشات التي هيمنت على تلك المنتديات كانت تدور حول العقيدة ونشر معلومات عن التفاسير القرآنية "الجيدة" مقابل "الباطلة" وإذاعة النشرات المعتمدة من تنظيم القاعدة. نادرًا ما كانوا يناقشون مسائل تشغيلية أو ينشرون مخططات الهجمات(3). وبالمثل، كشف تحليل لجهاز كمبيوتر مكتبي وفلاشة يخصان المنتمين إلى الخلية المسؤولة عن تفجير قطارات مدريد في العام 2004 عن المحتوى الديني بدلاً من المعلومات التشغيلية؛ فقد كانت نسبة المحتوى المتعلق بالقنابل إلى نسبة المحتوى العقائدي الذي يحث على الجهاد حوالي 1: 3.(4)

ولذلك، فإن التواصل يعد أمراً بالغ الأهمية لاستراتيجية الإرهابيين ولعمليات التنظيم أيضا. وقد كان الإنترنت هدية للإرهابيين على كلا المستويين. أدرك تنظيم القاعدة في وقت مبكر إمكانات الإنترنت من أجل تشكيل حركة عالمية. ففى رسالة تعود إلى العام 2002 إلى زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر، كتب أسامة بن لادن: "من الواضح أن حرب الإعلام فى هذا القرن هى إحدى أقوى السُبُل. وفي الواقع، قد تصل نسبتها إلى 90% من إجمالي التحضير للمعارك"(5).

وخلال الحراك الجهادي الأول في العراق، كرر أيمن الظواهري الرسالة نفسها وكتب إلى زعيم تنظيم القاعدة في العراق الراحل أبو مصعب الزرقاوي: "نحن في معركة، وأكثر من نصف هذه المعركة تجري في ساحة وسائل الإعلام. ونحن في معركة إعلامية في سباق للاستحواذ على قلوب وعقول أمتنا"(6). كشفت الوثائق التي تم العثور عليها في مجمع أبوت آباد في أيار/مايو 2011 عن إصرار ابن لادن على أهمية وأولوية وسائل الإعلام المتاحة عبر الإنترنت. ففي رسالة إلى أحد رفقائه، كتب: "تحتل وسائل الإعلام النصيب الأكبر من المعركة اليوم"(7).


الحاجة إلى الوصول إلى الجمهور المستهدف –الحكومات والشعوب القريبة والبعيدة- تضع الإرهابيين في علاقة تبعية غريبة لوسائل الإعلام. بعد إخراج تنظيم القاعدة من أفغانستان في العام 2001، كان عليها أن تجد وسيلة جديدة للتواصل مع الجماهير. وكانت الوسيلة التي وقع عليها الاختيار هي الأشرطة المسجلة التي يتم إرسالها إلى قناة الجزيرة. بعد شهرين من الهجمات التي وقعت في مترو لندن في العام 2005، بثت قناة الجزيرة تسجيلاً مصوراً لأيمن الظواهري يعلن فيه مسؤوليته عن الحادث، مع فيديو للانتحاري محمد صديق خان. وبعد مرور عام، وفي الذكرى السنوية لهجمات لندن، أذاعت قناة الجزيرة شريط فيديو آخر يبين انتحاريا ثانياً في هجمات 7/7، وهو شهزاد تنوير. وقد أمّنت الطريقة الجديدة التي استقبل بها البريطانيون الرسالة استمرار البث لفترة من الوقت.

بعد عام 2006، أصبحت قناة الجزيرة حذرة من العمل كذراع دعاية لتنظيم القاعدة، ولم يعد بالإمكان الاعتماد عليها في بث فيديوهات القاعدة. كما دفعت مخاوف الاختراق الجماعات والأفراد المرتبطين بتنظيم القاعدة إلى دخول منتديات الإنترنت وغرف الدردشة المغلقة. عملت تلك المنتديات بمثابة فصول دراسية عبر الإنترنت، وأبقت على المقاتلين مشغولين بأعمال الترجمة والأعمال الروتينية الإدارية، ولكنها أثبتت تقيدهم بجوانب رئيسية معينة.

وقد قلصت الحاجة إلى "فحص ولاء" المشاركين من قِبل المسؤولين قدرة تنظيم القاعدة على نشر رسالته خارج دائرة أولئك المتحمسين بالفعل للبحث عن التواصل مع المتطرفين الجهاديين. كان على هؤلاء المشاركين أن يعرفوا أين يذهبون وكيف يقيموا اتصالات مع شخص يمكنه أن يرشحهم لعضوية تلك المنتديات ويزودهم بكلمة المرورpassword . كانت المنتديات منشغلة بمناقشة النصوص المقدسة وتفاصيل العقيدة الصحيحة، وقد استغرقت هذه النقاشات المؤمنين إلى ما لا نهاية ولكنها انتقصت من قيمة تلك المنتديات كمنصات للقضية الجهادية. كما تمثلت نقطة الضعف الثالثة في تعرض تلك المنتديات لعمليات الإغلاق والهجمات الإلكترونية.


حررت وسائل التواصل الاجتماعي تنظيم القاعدة من الاعتماد على وسائل الإعلام الرئيسية. بدءاً من العام 2011، انتقلت العديد من الجماعات الجهادية والمنافذ الإعلامية والأفراد إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي السائدة، وأنشأوا حسابات جديدة على تويتر وفيسبوك. لا زالت معظم وسائل الإعلام التابعة لتلك الجماعات تنشر محتواها في المنتديات الجهادية، ولكنها تنشئ في الوقت نفسه حسابات مدعومة على تويتر حيث تصدر بياناتها أو تنشر مقاطع الفيديو الجديدة.

شملت بيئة وسائل التواصل الاجتماعي ملمحاً جديداً، وهو لامركزية السيطرة على المحتوى. حيث يمكن للجميع أن يشارك. وأصبحت اللامركزية موزعة على "محاور" بحيث يستخدم المتطوعون منصات التواصل الاجتماعي المتفاعلة والمترابطة، والمدونات، ومنصات تبادل الملفات. وأصبحت عملية نشر البوستات والريتويت عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قِبل المتطوعين وسيلة نشر منخفضة التكلفة موجَّهة لجمهور عريض. كما إنِّ البيئة الإعلامية الجديدة مقاومة للعمليات الأمنية الحكومية أيضا. فلم تعد ممارسات الرقابة التي عملت في إطار بيئة الإنترنت المسيطَر عليها عمودياً تصلح في بيئة وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة وحالات التدوين المصغر (micro-blogging).

ويؤدي الاستخدام واسع الانتشار للتكامل بين مختلف منصات تبادل الملفات إلى زيادة حالات التكرار من خلال إعادة نشر الوثيقة نفسها عدة مرات والقدرة على الصمود ضد عمليات الإتلاف والحجب من جانب الحكومات ومقدمي خدمات الإنترنت. والسؤال المثار هنا ليس فقط كيف غيرت بيئة تقنيات ويب 2.0 Web 2.0 مسرحة حوادث العنف فحسب، بل أيضاً، وعلى نطاق أوسع، كيف يؤثر استخدام وسائل الإعلام على أداء التنظيم الإرهابي.


في العام 2001، توقع كتّاب تقرير مؤسسة راند أن الإنترنت سوف يغير بشكل جذري كيفية اشتغال الإرهابيين. وقد صكّ كلُ من أركيلا و رونفيلد(8) مصطلح "الحرب العنكبوتية" (netwar) لوصف ما اعتبروه أسلوباً ناشئاً من الصراع يكون المتصارعون فيه جماعات صغيرة متناثرة تتواصل فيما بينها وتنسّق وتنفذ حملاتها بطريقة "إنترنتية" دون قيادة مركزية محددة. بالعودة إلى ذلك الوقت، قد يكون هذا التنبؤ سابقا لأوانه حينئذ، ولكنه ينطبق بدقة على بيئة وسائل التواصل الاجتماعي. الآن، يربط تويتر بين شتّى الجماعات الإرهابية العاملة في ساحات الحرب المختلفة، كما يربط بين تلك الجماعات ومجموعات الدعم التكتيكية الموجودة خارج مناطق القتال، بما يمحو قيود الجغرافيا.

خلاصة القول، لطالما كانت البروباجندا أمراً محورياً بالنسبة إلى الإرهاب. يفضل الإرهابيون إحكام السيطرة على نقل رسائلهم، ولكن بسبب فقْد السيطرة المباشرة على وسائل الإعلام العامة -سواء المطبوعة أو المرئية- اعتمدوا سابقا على إجبار وسائل الإعلام الرئيسة على توصيل رسالتهم عن طريق شن الهجمات. غيرت وسائل التواصل الاجتماعي هذه الديناميكية جذرياً. فقد ألغت اعتماد الإرهابيين على وسائل الإعلام الرئيسة، وقامت بقلب المعادلة عن طريق جعل وسائل الإعلام الرئيسة تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي التي يديرها الجهاديون أنفسهم. ولكن هل جاء هذا الاكتفاء الذاتي في مجال الإعلام على حساب درجة التحكم في الخطاب؟ وما هي التغييرات التي أحدثتها وسائل الإعلام الجديدة على مسرح الإرهاب؟

استخدام تويتر في هجمات تنظيم الدولة الإسلامية في ربيع عام 2014

حين يتعلق الأمر بساحة القتال، يتخذ المقاتلون أسماءً مستعارة. يتخذ الكثيرون أسماء تضم لفظة "مهاجر" أو أسماء تشير إلى جنسياتهم الوطنية (مثل الأمريكي). في مقاطع الفيديو، يُنادى الرجال بأسماء مثل "المهاجر" أو "البريطاني" يقرأون وصاياهم باللغات الأوروبية، ويفصحون عن تمنيهم الشديد للموت.

بعدما انتقل المقاتلون إلى العراق، أصبح المحتوى الجهادي مروّعاً على نحو متزايد. في شهر أبريل، استخدم أبو ديغم البريطاني، وهو مقاتل بريطاني منضم لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، موقع تويتر لنشر صورة سكرين شوت عن موقع انستجرام لنفسه وهو يحمل رأسا مقطوعاً. وبحلول شهر أغسطس، امتلأ تويتر بالعديد من مقاطع الفيديو لعمليات قطع الرؤوس المتواصلة، وصور الرؤوس المقطوعة المعلقة على سياج من حديد، وصفوف من الرجال المصلوبين على الصلبان ومعلقين على منصة في بلدة مُغبرّة كما لو كانت الصورة من فيلم رديء، وأيضاً صورة لطفل استراليّ يبلغ من العمر سبعة أعوام يُمسك رأساً مقطوعة قدّمها له والده.

بينما أثار ذبح جيمس فولي الشعب الأمريكي وأدخل الولايات المتحدة في الصراع. وعلى نحو صارخ، أبرزت صور العنف الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في التكتيكات الإرهابية المعاصرة. ولكن الأمور لا تسير بكل هذا الرعب الوحشي على موقع تويتر. حيث تبين تغريدات صور القطط وصور الصداقات الحميمة على الجسور فجوة الحياة الحقيقية بين ستراسبورغ، وكارديف، وضواحي دنفر، وبين كونك توجد في ساحة الحرب. بل ربما يصوّر الجهاديون الحياة في الرقة وحلب اللتين مزقتهما الحرب وكأنها أكثر جاذبية من الحياة في منزل العائلة المريح والمُمل. فقد غرّد أبو سمية البريطاني، مقاتل بريطاني منضم إلى داعش، قائلاً: "في الواقع، إنه لأمر ممتع تماماً. إنّه ممتع بحق. إنه أفضل من تلك اللعبة ‘كول أوف ديوتي‘Call of Duty. إنه يشبه شيئاً من هذا القبيل ولكنه بتقنية 3D حيث كل شيء يحدث أمامك".


قبل اندلاع الحرب الأهلية، كان نظام الاتصالات السوريّ من بين أكثر نظم الاتصالات ضعفاً في المنطقة. وتُقدَّر نسبة السكان الذين كان لديهم إمكانية الوصول إلى شبكة الإنترنت بحوالي خُمس عدد السكان فحسب، ولكن حوالي 60% من السكان كان لديهم تغطية لشبكة الهاتف الجوّال. وفي شهر نوفمبر 2012، قطعت الحكومة السورية خدمات الإنترنت وتم تعطيل شبكات الهاتف الخلوي بتوجيه منها. وتكررت حالات انقطاع التيار الكهربائي في العام 2014، وطالت عملية التعطيل خدمة الإنترنت بشكل عام (9). بينما أمر العراق بإغلاق الإنترنت في شهر يونيه بعد استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على عدة مدن في شمال العراق وإعلان قيام "الدولة الإسلامية". وفي وقت لاحق، تم اتخاذ العديد من الخطوات الأكثر تحديدا لحجب إمكانية الوصول إلى فيسبوك، ويوتيوب، وتويتر، وغيرهم من التطبيقات الأخرى (10). بدا التذمر واضحا من ضعف إمكانية الوصول إلى شبكة الإنترنت على وسائل التواصل الاجتماعي الجهادية، ولكن بشكل عام استطاع الجهاديون التغلب على العوائق الإجرائية للحد من الوصول إلى شبكة الإنترنت.

شكل 1: (تغريدة من أبي فلان المهاجر حول نمط الحياة توضح "روح الترابط بين الأخوة")

وقد يستخدم المقاتلون شبكاتهم المرتبطة بالأقمار الصناعية. كما تُستخدم أجهزة المودم لإحداث شبكات هوت سبوت hotspots وشبكات وايفاي مؤقتة في المناطق التي تُعطّل فيها شبكات الدولة. وقد أعلنت عدد من الشركات الخاصة عن إتاحة خدمات الهاتف والإنترنت عبر الأقمار الصناعية من سوريا(11). تحرك تنظيم الدولة الإسلامية بشكل سريع لتأمين البنى التحتية للكهرباء والإتصالات في مدينة الرقة وغيرها من معاقل التنظيم الأخرى. فالكهرباء شرط أساسي للهواتف وشبكات الأقمار الصناعية. وتوضح تغريدة "أبي فلان" التي تعود إلى شهر سبتمبر 2013 مدى اعتماد المقاتلين على هذه الأداة الأساسية البديلة (انظر الشكل 1).

منهجية الدراسة وجمع البيانات

خلال ثلاثة أشهر، بدءا من شهر يناير إلى شهر مارس 2014، قمنا بجمع معلومات من حسابات تويتر لـ 59 مقاتلا من أصول غربية من الموجودين في سوريا. وقد استخدم أعضاء فريق البحث حساباتهم الشخصية في تويتر لتحديد المقاتلين الأجانب المحتملين في سوريا. تمثلت العديد من المصادر التي قادت عملية البحث في المحتويات الإخبارية، والمدونات، والتقارير الصادرة عن وكالات إنفاذ القانون والمراكز البحثية. وقد تم الوصول إلى 60 حسابا تم تحديدهم مبدئيا ولكنَّ أحدهم كان غير نشط في ذلك الوقت وبالتالي تم استبعاده من التحليل. (كما تم استبعاد الحسابات التي لم يكن لها نشاط مستمر من مجموع البيانات على افتراض أنها حسابات "مراقبة" أنشئت لمتابعة الحراك). وقد دوّنت الحسابات الـ 59 الباقية ما مجموعه 154119 تغريدة (بمتوسط ​​ 2612 تغريدة للحساب الواحد). بينما كان لديهم 892 متابعا followers ، ويتابعون 184 حسابا. وفي المتوسط، نشر كل حساب 85 ​​صورة و 91 مقطع فيديو.

عادة ما كان يتم تحديد جنسية أصحاب الحسابات على أساس اللغة المهيمنة على التغريدات (الإنجليزية أو الألمانية على سبيل المثال). بالإضافة إلى المعلومات الأخرى ذات الصلة التي يتم استخلاصها من تلك الحسابات عندما تكون متاحة. وفي بعض الحالات، كانت توجد معلومات إضافية عن أصحاب تلك الحسابات متاحة من تدويناتهم على تطبيقات أخرى من وسائل التواصل الاجتماعي (مثل فيسبوك أو يوتيوب). وكثيرا ما كان يصعب تحديد جنسية صاحب الحساب، وقد استطعنا تحديد الدول التي ينتمي إليها 27 حسابا فقط من بين تلك الحسابات (بنسبة 44%). أكثر من نصفها ينتمي أصحابها إلى فرنسا والمملكة المتحدة. كما حددنا ثلاثة أمريكيين في الحسابات الأولى التي تم رصدها مبدئيا، ولكنَّ عددا من الأميريكيين الآخرين بدا مؤثرا في الشبكة الجهادية الأوسع.

وفي بعض الأحيان، وجدنا أنفسنا نعتمد على التخمينات المتاحة. فقد تم تحديد جنسية أبي فلان المهاجر ،الذي يغرّد بالمعرَّف @ fulan2weet، على أنه دنماركي، لأنه بدأ التغريد أثناء وجوده في الدنمارك قبل الذهاب إلى سوريا. ومع ذلك، لم يسبق له أبدا أنْ غرّد باللغة الدنماركية، إلا أنه يستخدم اللغة الإنجليزية الدارجة ببراعة لدرجة لا تعتقد معها أنه دنماركي. ولم يستجب "أبو فلان" لسؤالنا عن جنسيته.

باستخدام منهجية كرة الثلج تعاملنا مع الحسابات الأصلية كنواة بداية لشبكة من المتابِعين والمُتابَعين، وتم الوصول إلى مجموعة بيانات أوسع تغطي الشبكة بالكامل. تتكون مجموعة البيانات الأكبر ،التي تتألف من حوالي 29000 حسابا على تويتر، من جميع الحسابات التي تتابع أو يتابعها الحسابات المبدئية الـ 59 في هذه الشبكة. وكان الغرض من جمع تلك البيانات الموسعة هو تحليل الشبكة واسعة النطاق التي يتابعها المقاتلون الغربيون في سوريا ويوجهون تغريداتهم. كانت الحسابات التي تهيمن على هذه الشبكة واضحة وأكثر أهمية من أي من الحسابات المبدئية التي تم البدء بها. ومن الجدير بالملاحظة أن عددا من المنظمات المحلية والدعاة قد لعبوا أدوارا مهيمنة في تلك الشبكة. كما برزت أيضا الحسابات الرسمية لمنظمات إرهابية معينة داخل وخارج ساحات القتال. فعلى سبيل المثال، تم التعرف على 12 حسابا تنتمي إلى منظمات وكيانات إرهابية معروفة.

بلغ متوسط تغريد المقاتلين الأجانب ​​في مجموعة البيانات التي تم جمعها 2612 تغريدة. يتواصل عدد منهم كثيرا كل يوم، وبعضهم ينشط حسابه كل خمس أو عشر دقائق. وبشكل عام، يتم استخدام المشاركات posts للتواصل على نحو أسرع، وتشكّل التغريدات 93% من مجموع المشاركات. ومع ذلك، احتوت المشاركات على صور سياحية لقطط ومقابلات مع الأصدقاء تتخللها صور رؤوس مقطوعة وإعدامات مروّعة، كما جمعنا أيضا عينة من ملفات الصور وأخضعناها لتحليل المحتوى.

نورد أولا نتائج تحليلاتنا لمجموعة الحسابات المبدئية البالغ عددها 59 حسابا في الشبكة، جنبا إلى جنب مع تحليل أحدث محتوى لتغريداتهم. ثم ننتقل بعد ذلك إلى وصف الشبكة التالية الأوسع نطاقا. فباستخدام أدوات تحليل محتوى شبكات التواصل الاجتماعي، استطعنا تحديد أهم ناشري المحتوى الذين يوجهون زخم المحتوى الجهادي على تويتر. ولسوء الحظ، تجاوز نطاق مجموعة البيانات الأوسع التي تم جمعها من شبكة تويتر قدرة منصاتنا التحليلية، ومن ثمّ لم نتمكن من تقديم وصف تحليلي أكثر إمعانا. وعلاوة على ذلك، فإن الشبكة المحددة التي تم تحديدها بواسطة منهجية كرة الثلج تتشكّل فقط من شريحة واحدة من الشبكة العالمية الموجودة على موقع تويتر. فإذا قام أحد الباحثين بضم مجموعة مختلفة من الحسابات المبدئية (على سبيل المثال، مجموعة حسابات المتعاطفين الموجودين في قطر) قد يتوصل إلى مجموعة مختلفة من قادة الشبكات الجهادية.
استخدام تويتر من قِبل المقاتلين الغربيين

يقضي المقاتلون الأجانب أكثر من 70% من أوقات نشاطهم على تويتر في إعادة تغريد محتوى الآخرين بدلا من نشر تغريداتهم. وعادة ما يستخدمون لغتهم الأم عندما يغردون بأنفسهم، حتى عندما يكون مضمون المحتوى متعلقا بالعقيدة أو التعاليم الدينية. وقد استُخدمت اللغات الغربية الأصلية في 85% من مجموع المحتوى المنشور بواسطة الحسابات الـ59 التي تم رصدها في البداية. بينما تم استخدام اللغة العربية بنسبة 9.4٪ ومزيجا من العربية واللغات الأجنبية الأخرى للمقاتلين بنسبة 5.7٪.

(جدول 1 : ترتيب مدى شعبية الحسابات المبدئية التي تم رصدها على تويتر "درجة المركزية")

في المتوسط، يمتلك كل حساب من تلك الحسابات عددا من المتابعين followers أكثر من العدد الذي يتابعه على تويتر following: 892 متابِعا في مقابل متابعة 184 حسابا. بعض هؤلاء المغردين من ذوي الشهرة ،مثل أبي طلحة الألماني، مغني الراب المعروف سابقا باسم ديزو دوغ الذي أصبح مقاتلا أجنبيا مقيما في سوريا. كما يوجد أربعة وأربعون حسابا أو 73% من بين الحسابات المبدئية التي تم رصدها يمتلك عددا من المتابعين أكثر من العدد الذي يتابعه هو. ويبدو أن قرابة ثلاثة من بين كل أربعة مقاتلين أجانب من أصل غربي ممن يستخدمون تويتر يحظى بتأثير كبير كأحد دعاة العنف الجهادي.


في سياق مقارَن، على سبيل المثال، مع شخصية مشهورة مثل جستين بيبر، ليس للجهاديين شعبية كبيرة، ولكن بالمقارنة مع مستخدمي تويتر العاديين، الذين يُقال عادةً أنّ لديهم 61 متابعا، يعتبر الجهاديون من المشاهير الثانويين. ثلاثة أرباع جميع الحسابات الموجودة على تويتر يتابعون حسابات أكثر من الحسابات التي تتابعهم. وبالتالي، فإن الجهاديين يبلون بلاء حسنا على هذا الصعيد. وخلاصة القول، إنهم منتجو التأثير وليسوا مستهلكوه.(12)

تم تحديد الحسابات الغربية العشرين الأكثر نشاطا من خلال ترتيبها وفق عدد المتابعين وحجم النشاط الذي يوضحه عدد التغريدات كما هو مبيَّن في الجدول رقم 1. بالإضافة إلى مجموع نقاط درجة المركزية، وهو مقياس تحليلي لشبكات التواصل الاجتماعي يوضح حجم الشعبية في الشبكة العنكبوتية.

(جدول 2 : حسابات تويتر الرسمية في شبكة المقاتلين الأجانب على تويتر)

كثيرا ما يصعب تحديد هوية أصحاب الحسابات. حيث تعود بعض الحسابات إلى أفراد، ولكن حسابين منهم على الأقل تتم إدارتهما نيابةً عن بعض المنظمات. وفي بعض الحالات، يتم إنشاء حسابات مختلفة تخص نفس الأفراد وتحمل أسمائهم بعد موتهم. يرجع المعرّف I_JamanI@ إلى حساب افتخار جمان، المعروف أيضا باسم أبو عبد الرحمن البريطاني، وهو شخص يبلغ من العمر 23 عاما من بورتسموث بإنجلترا، مات وهو يقاتل في سوريا في ديسمبر 2013 مع تنظيم الدولة الإسلامية قبل الشروع في جمع بياناتنا. وكان شخصية بارزة في شبكة المهاجرين البريطانيين ورفيق الداعية أنجم تشودري. ويوضّح الشكل 2 باقي الحسابات الأخرى.

تبدو الحسابات: ISILTWEEP, A1Ghurabaa, Salafi Jihadi كأبواق إعلامية شبه رسمية للعديد من المنظمات التي تقع جميعها تحت مظلة تنظيم الدولة الإسلامية. تتم إدارة الحساب ISILTWEEP بواسطة أبي دجانة المهاجر الذي يستخدم حسابا آخر تحت مسمى @AbuDujanaBritani. يضطلع أبو دجانة بدور إرشاديّ كـدور “Dear Abby” (عمود صحفي استشاري ظهر في العام 1956 حررته الصحفية الأمريكية بولين فيليبس. المترجم) للمقاتلين الغربيين التوّاقين إلى الإنضمام لساحات القتال. وهو مصدر أثير لدى الصحفيين ويشارك أحيانا في مداخلات عبر الإنترنت، وتشير الصور التي يظهر فيها إلى وجوده في محافظة الرقة.

بينما يعتبر أبو أسامة @A1Ghurabaa أحد أفراد شبكة المهاجرين البريطانية. وهو المتكفل بالعديد من مشاريع الحيوانات الأليفة للداعية أنجم تشودري، كما يدعم هذا الحساب أيضا الداعية الأمريكي أحمد موسى جبريل. بشكل رئيسيّ، ينشر الحساب التوجيهات اللازمة لواجبات وأهداف المؤمنين. وليس هناك ما يشير إلى وجوده خارج المملكة المتحدة. في حين يبدو أن حساب Salafi Media كمكتب صحفي لتوزيع الأجانب الذين يقاتلون مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. بالإضافة إلى دعم بعض الدعاة المحددين من الناطقين باللغة الإنجليزية ممن يؤازرون شبكة المهاجرين ،مثل أحمد موسى جبريل والداعية الاسترالي موسى سيرانتونيو، لنفس أسباب الحساب السابق، إلا أنه يبدو أن مقر صاحب هذا الحساب موجودا في مدينة الرقة. حيث تهيمن على تغريداته صور وأخبار وحدات المقاتلين التي تتألف من الأجانب ويقودها الشيشاني.

وبحلول شهر أغسطس 2014، ظلّ حساب @A1Ghurabaa نشطا ولكنه اعتمد سياسة الحسابات المحمية protected ، وهو ما يعني أن المتابِعين المعتمَدين فقط هم من يمكنهم رؤية محتوى تغريداته. بينما تم تعطيل حساب ISILTWEEP. وظل حساب Salafi Jihadi نشطا، كما حافظ أبو دجانة البريطاني على حسابه الموازي على موقع ask.fm. ويبين الجدول 2 معلومات أكثر تفصيلا عن تلك الحسابات.

يوجد عدد من المنظمات المتجذرة بعمق في شبكة المقاتلين الغربيين القائمة على تويتر التي رصدناها عند جمع البيانات. كان على رأسها حساب الداعية أنجم تشودري من المملكة المتحدة. واثنان من الحسابات الأخرى التي يديرها بريطانيون ،وفي كلتا الحالتين على ما يبدو مقرهما في المملكة المتحدة، وهما Millatu Ibrahim و SalafiMediaUK. وبدأت تسمية “Millatu Ibrahim” كإشارة للفصيل المقيم في ألمانيا بقيادة محمد محمود وهو النمساوي الذي أدار سابقا بوابة القاعدة، الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية. ومنذ انتهاء الجولة الأخيرة من حظر منظمة تشودري، هاجر الاسم إلى خارج المملكة المتحدة. حيث تنتمي ثلاثة من أهم المنظمات الناطقة باللغة الإنجليزية والداعمة لحسابات تويتر إلى الشركات التابعة لشبكة المهاجرين.

كما توجد ثلاثة حسابات أخرى باللغة الإنجليزية أو لغة مختلطة من الإنجليزية والعربية ترتبط بالمنظمات الإرهابية الرئيسية في سوريا والعراق: تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة. وتعد منظمة “De Wahre Religie” بمثابة الفرع الهولندي للمنظمة الأم الموجودة في ألمانيا ولكنها أصبحت الآن مجرد واجهة لشركة تشودري. ومن الواضح أن استخدام اللغة الإنجليزية مسألة مهمة لشعبية الحسابات. لذلك، يُتابِع الحساب الهولندي عددا أقلّ مقارنةً بالحسابات الأخرى. عادةً، لا تتابِع الحسابات التنظيمية organizational accounts أي حسابات أخرى وتنحصر مهمتها بشكل أساسيّ في بثّ المعلومات للمتاِبعين. كان حساب SalafiMediaUK هو الحساب الوحيد الذي أكد على أهمية نشر مقاطع الفيديو.

(شكل 2: من هُم؟)

عمَّ يغرّدون؟

من أجل تحليل المحتوى المنشور على حسابات هؤلاء الأفراد، قمنا بتحليل أحدث عشر تغريدات قاموا بتدوينها. بعض الحسابات لم يبلغ عدد تغريداتها عشر تغريدات، وبالتالي أسفرت طريقة الاختيار عن 563 تغريدة. الكثير من تلك التغريدات تم تدوينها في اليوم ذاته، أي أنها تعكس فترة زمنية ضيقة في منتصف شهر مارس 2014. أي قبل تأسيس معقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، بينما كان المحتوى أقل تصويرية بكثير من تيار صور قطع الرؤوس والصلب التي أعقبت إعلان الدولة الإسلامية في شهر يونيه.


على نحو مثير للاهتمام، تشير أربع تغريدات من بين كل خمسة يتم تدوينهم من ساحة القتال إلى العقيدة الجهادية. كنا قد افترضنا أن تويتر سوف يفسح المجال لمزيد من الاتصالات العملية والشخصية للأصدقاء في الوطن. ولكن كما اتضح، لم تكن هذه هي الحال إلى حد كبير. فقد احتوت تغريدات تويتر أيضا على قدر كبير من المحتوى الذي ينضح بالعقيدة الجهادية بعبارات بسيطة جدا، وأحيانا عن طريق نشر صورة لصاحب الحساب مشيرا بإصبعه السبّابة إلى السماء، سواء وحيدا أو مع عدد من رفاقه المقاتلين.

يمكن مقارنة استخدام الجهاديين لتويتر بشكل مثير للدهشة مع الطريقة التي استخدموا بها المنتديات الإلكترونية في بيئة ويب 1.0. حيث كانت الأولوية لنقاشات الدعوة إلى المعتقد الصحيح والفهم السليم للمعتقد الجهادي. استمرار الرسائل ذاتها أمر مذهل حتى مع تغير تقنيات التكنولوجيا بشكل كبير. تم استعراض محتوى التغريدات وتكويدها استنادا إلى نظام تبويب مستمد من تحليلاتنا السابقة لمحتوى المنتديات الجهادية على الإنترنت. وبشكل عام، وجدنا أنّ المحتوى يؤكد على التعاليم الدينية ويناقش العقيدة الجهادية (14). كان المحتوى الأساسي للرسائل مركَّزا. لذلك، تم توجيه المبرمجين إلى تلخيص المعنى الأساسي لكل تغريدة -سواء كانت صورة أو نصا- وتبويبها في فئة واحدة من بين أربع فئات. وتم إجراء اختبار تجريبي لتقييم مدى استمرار التزام فريق العمل بتعليمات تبويب المحتوى. وكانت النتيجة في هذه الحالة، اتخذ المبرمجون في كل أربع مرات من أصل خمسة نفس قرارات التبويب.

وفئات التبويب المستخدمة هي:

  • التعاليم الدینية: وتتضمن الإشارة إلی الفتاوى، والأوامر الدینیة، والعلماء، والشخصیات الدینیة البارزة، سواء أسامة بن لادن أو غيره من الجھادیین البارزین، واقتباسات من القرآن. كما اشتملت هذه الفئة على النصيحة الدينية أيضا.
  • نشر تقارير من ساحة القتال: واشتملت هذه الفئة على صور قتلى الشهداء وصور أو نقاشات حول سير معارك القتال، والإبلاغ عن مواقع القتال الحالية والأنشطة المتعلقة بالمعركة والإشارة إلى ما يجري في سوريا أو إلى أحداث محددة خارج سوريا ذات صلة بالمعركة في سوريا. وتشمل أيضا إتاحة معلومات حول كيفية استجلاب جنود جدد إلى ساحات القتال.
  • التواصل بين الأشخاص: وتشمل المحادثات المعتادة، ومناقشة الاتصالات المسبقة بين صاحب الحساب وغيره من المشاركين على تويتر، أو إشارات إلى الاتصالات المستقبلية المتوقعة.
  • السياحة: وتشمل المواضيع المتعلقة بالحياة اليومية للجهاديين، على سبيل المثال مشاركة ما يأكلون في وجبة الغذاء، أو صور سياحية (لا علاقة لها بالمعركة).
  • تهديد الغرب: وتشمل هذه الفئة أي تهديدات محددة ومباشرة موجهة ضد الدول الغربية.
(جدول 3: المحتوى الأساسي لمشاركات تويتر)

يقدم تحليل محتوى هذه الحسابات دليلا دامغا على التوافق الأيديولوجي الكبير بين مضمون تلك الاتصالات (انظر الجدول 3). ويوجد آلاف المقاتلين الغربيين في منطقة النزاع. فلماذا تم الوثوق في هؤلاء المقاتلين تحديدا للحفاظ على نشاطهم عبر الإنترنت؟ قد يُفترض أن تكون قدرتهم على مواصلة الرسالة مؤهلا أساسيا للقيام بذلك. كما نستنتج أنهم مجموعة مختارة من المقاتلين المنخرطين في هذا النوع تحديدا من جهاد وسائل التواصل الاجتماعي.

(جدول 4: محتوى الصور ومقاطع الفيديو)

(شكل 3: أبو مثنّى حاملا عبوة من النيوتلا في إحدى متاجر سويا، المصدر: GuyVanVlierden@)
بروباجندا الصور

وسائل التواصل الاجتماعي تطبيقات ذات طابع تصويريّ؛ حيث يتم إرسال واستقبال الصور التي تتضمن رسالة ما، تحمل في داخلها غالبا معاني أعمق، أو تستجيب للمخاوف أو التطلعات التي لا يمكن الإفصاح عنها. فمن بين أكثر من 150000 تدوينة، استُخدمت الصور لنقل رسالة في ما يقرب من 5000 تدوينة، كما استُخدمت مقاطع الفيديو في أكثر من 5000 تدوينة. ويلخص الجدول رقم 4 نتائج تحليل المحتوى التي توصلنا إليها.

تنقل الصور المعلومات ولكنها تُعد رموزا أيضا في حد ذاتها. حيث يروي الاستخدام واسع النطاق لصور "السلفي" أو الصور التي تبيّن جثث العدو المهزوم قصةً مختلفة. كثيرا ما تُظهر عدميّة الصور الملتقَطة في منطقة الحرب السورية حالة التنافر القائمة. انظر الشكل 3، حيث يقف فتى فرنسي في متجر يحمل سلاحا في يده وفي اليد الأخرى عبوة من نيوتلا البندق المفضلة لديه. كما تنتشر صور التنزه مع الأصدقاء وتناول البيتزا مع حمل السلاح. وفي وقتٍ ما، انتشرت صور القطط على موقع تويتر. بينما في نهاية المطاف، أصبحت الجثث هي العنصر التصويري المهيمن على المشهد. وغالبا ما يتم عرض الصور بشكل منظم. فقد أظهرت إحدى الصور أحدهم وهو يراجع القرآن وخلفه جثة ميت. وفي وقت سابق، ارتدى معظم المقاتلين الغربيين أقنعة لإخفاء هوياتهم ولكن في شهر مارس 2014، وفي الأشهر التي تلته، بدأت تنتشر الصورالتي تكشف عن وجوههم بالكامل.

من أجل فهمٍ أفضل، وتقييم هذا الاستخدام غير العادي للصور في التواصل بين المقاتلين الأجانب، قمنا بتطوير تصنيف للصور الواردة في التغريدات على أساس المعنى أو الرسالة التي تحملها كل صورة. يسمح هذا التصنيف للمبرمجين بعزو أكثر من معنى للصورة الواحدة. كان ذلك مناورة صعبة. فقد أظهرت التجربة أنّ المبرمجين لا يمكنهم الاتفاق فيما بينهم على تفسير صورة معينة من بين كل أربعة صور. ومن مجموع محتوى الصور، تم تصنيف 35% منها في فئة "أخرى" التي شملت نسخا من نشرات الأخبار وسكرين شوت للمدونات التي تم نشرها عبر تويتر.

دوّن 13 حسابا من أصل 59 آخرين أكثر من نصف المحتوى الإعلامي الذي تم نشره على حسابات تويتر. (يمكن اعتبار مدى تركيز المحتوى التصويري مؤشرا آخر على استراتيجية الاتصالات الانتقائية) بينما أظهرت نتيجة تحليل المحتوى أن معظم المحتوى المرئي –الصور ومقاطع الفيديو- يؤكد الرسائل الأيديولوجية للنصوص المنشورة. وأشاد مجمل المحتوى التصويري بقادة التنظيم، بالإضافة إلى إثبات انتصارات الجهاديين وتقدُّم التنظيم إلى الأمام، في حين يتم تشويه صورة العدو ونزع إنسانيته.

تبعث معظم الصور الحيّة رسالة بحجم القوة اللامحدودة وهي: قوة المقاتلين لا نظير لها، والعدو تافه لا قيمة له. وعلى وجه الخصوص، يتم إعادة صياغة رسالة أسامة بن لادن القديمة: "نحن نحب الموت أكثر مما تحبون الحياة" وبثها في تويتر. وغالبا ما يتم تصوير قتلى الجهاديين وعرضهم بأساليب لينة مع نصف ابتسامة على وجوههم ومراسم دفن رحيمة. بينما يتم تصوير جثث العدو على نحو شنيع. على كل حال، لم تتجاوز تلك الصور العنيفة المروعة 10% من المحتوى. (ربما ينتج عن عملية إعادة تحليل المحتوى بعد إعلان خلافة الدولة الإسلامية في العراق نسبة مختلفة لصور نمط حياة المقاتلين وصور العدو المهزوم).

تمثل حالات الإعدام التي يتم بثها عبر تويتر وسيلة جديدة للحرب النفسية. بدءا من منتصف شهر يونيه، أخذت صور الرجال المصلوبين في الانتشار على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي المتطرفة. فتم نشر صورة أحد الرجال معلقا على حبال الملابس، وآخر موضوعا على قضبان معدنية. وبنهاية شهر يونيه، انتشرت صورة لثمانية رجال معلقين على الصلبان في ساحة مدينة مغبرَّة. قام عدد محدود من وسائل الإعلام ببثّ هذه الصور، ولكن يمكن العثور عليها بسهولة على محرك البحث جوجل. تزامنت حالات الصلب مع بداية شهر رمضان، وإعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام عن دولة جهادية جديدة في العراق وسوريا، وإعلان زعيمها أبو بكر البغدادي بوصفه "الخليفة" و "قائد المسلمين في كل مكان".

أفادت التقارير بوجود محاكم تفتيش وقعت في دير حافر،مدينة شرق حلب، في يوم السبت 28 يونيه 2014. حيث تزامن إعلان تنظيم الدولة الإسلامية مع انتشار الصور المروعة. وكان الضحايا من جماعات الثوار المسلمين المناهضين للأسد الذين تمت معاقبتهم بسبب القتال ضد الجهاديين. وفي نفس اليوم، أُعدم رجل تاسع وصُلب في بلدة أخرى. وبعد بضعة أشهر، تبع ذلك صورة لملعب كرة قدم تتناثر فيه رؤوس الجنود السوريين المقطوعة كما لو كان قد تم إفراغهم من حقيبة. وظهرت الصورة إثر الهجوم على ثكنات جيش "الفرقة 17" التي يستخدمها نظام الأسد. يخدم ذلك أيضا غرض تكتيكي آخر، ولكنه غرض محليّ هذه المرة وهو: بثّ الرعب.

(جدول 5: الحسابات الأكثر شيوعا في قوائم المقاتلين الأجانب على تويتر)

تعددت الوسائل منذ أيام الأفغان العرب والمجاهدين الذين رحلوا إلى أفغانستان خلال فترة الحرب الأفغانية السوفيتية لمعاونة إخوانهم المسلمين على محاربة الحكومة الأفغانية الشيوعية والاتحاد السوفيتي. ومع ذلك، ظلت الرسالة الأساسية هي نفسها. وهي استدعاء لكلام عبد الله عزام (1941-1989) الذي ينص على أن الجهاد ليس فرضا كفائيا ،وهو الحكم الذي كان سائدا بين العلماء في ذلك الوقت، ولكنه فرض عين على جميع المسلمين. إن الفكرة القائلة بأن جميع المسلمين صحيحو الجسد يجب عليهم الجهاد في أي مكان يتعرض فيه المسلمون للقمع من قبل قوة خارجية هي أساس الجهادوية المعاصرة (15).
الشبكة الجهادية الأكبر

انطلاقا من الحسابات المبدئية الـ 59، مكنتنا منهجية كرة الثلج من النفاذ إلى الشبكة الأكبر وتحديد الحسابات الأكثر انتشارا بين قوائم متابعيهم، والحسابات التي كانوا يتابعونها هم. ويوضح الجدول رقم 5 الحسابات العشرة الأكثر شعبية في الشبكة الثانوية.

تتفق نتائجنا إلى حد كبير -ولكنها لا تتطابق تماما- مع استنتاج فريق من الباحثين في كلية الملك في لندن. فبالاعتماد على دراسة 86 حسابا على فيسبوك و35 حسابا على تويتر، وجد كلُ من جوزيف كارتر، وشيراز ماهر، وبيتر نيومان أنَّ "ناشرو المحتوى" ،الذين يعرّفونهم بوصفهم أفراد غير منتسبين للتنظيم يتعاطفون بشكل واسع مع المتمردين الجهاديين في سوريا، يلعبون دورا كبيرا في إتاحة المعلومات حول مجريات الصراع (16). وأشاروا إلى اثنين من الدعاة على وجه التحديد كشخصيات مؤثرة: أحمد موسى جبريل، من مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، وموسى سيرانتونيو، داعية من مدينة ملبورن. وقد ظهر كلاهما في تحليلنا، ولكن ثبت أنهما أقل أهمية بكثير من ثلة من النساء، بالإضافة إلى ثلاثة ناشطين على الإنترنت هم " @RadicalIslamist" و "@ShamiWitness"و ""@IraqiWitness مع أربعة حسابات أخرى على تويتر. راجع الشكل 4 للمزيد من المعلومات حول حسابات تويتر الأكثر شعبية.
(شكل 4: الحسابات العشرة الأكثر شعبية في شبكة المقاتلين الأجانب على تويتر)
ويبدو أن معظم أصحاب هذه الحسابات -إن لم يكن جميعهم- ​​يقيمون خارج منطقة الصراع. وتدير امرأة واحدة ثلاثة حسابات مختلفة: @Amaatullahearly و @Umm-Muthannah و @Greenbird313 . كما تمتلك @Umm Handhallah عدة حسابات على تويتر (مثل، https://twitter.com/AmaatuLlah). ويبدو أنها تدير أيضا حساب greenbird313@. ومن المحتمل أنها تقيم في المملكة المتحدة حيث تنشر محتوى عنيف للغاية باسم تنظيم الدولة الإسلامية. ويبدو أنها أيضا من محبي أبي قتادة، رجل الدين الأردني الذي عاش في لندن منذ سنوات عديدة والذي كان يعرف بسفير ابن لادن في أوروبا. وهي على الأرجح ناشرة المحتوى الجهادي الأكثر شعبية بين النساء. لم نتمكن من تحديد هوية أم مثنّى التي تغرد أحيانا باللغة السواحيلية.
حسابات الكُنى النسائية The “Umm” Factor

كان ظهور حسابات النساء والحسابات التي يديرها أفراد من خارج منطقة النزاع سمة بارزة في شبكة المجاهدين الكبرى. ومن المعلوم وجود بعض هؤلاء النسوة في مدينة الرقة أو أنهن أقمن هناك لفترة ما أو في أي من المدن الأخرى التي يسيطر عليها المسلحون في سوريا، وبشكل محتمل في العراق.

"أم فلان" “Umm” هو اسم شرفي، يستخدم لتمييز المرأة باعتبارها أم شخص معين عادة ما يكون ابنها الأكبر. في الأوساط الجهادية، تشير "أم فلان" إلى اسم مستعار لامرأة ما. ونحن نفترض أن استخدام كُنية المرأة يحدد الجندر عموما بشكل دقيق ولكن في بعض الأحيان يتم استخدام هذه الحسابات بالتناوب بين رجال ونساء بما يعني أنه ،على الأقل في بعض الأحيان، قد ينشر الرجال تحت اسم نسائي مستعار، وربما العكس. يوجد ما يقرب من 12 امرأة في مجموعة البيانات التي جمعناها يعملن بمثابة أبواق دعائية للجهاديين في وسائل التواصل الاجتماعي. رصدت مجموعة البيانات لدينا الحسابات الناطقة باللغة الإنجليزية في الغالب، ولكن ظهر عددٌ من النساء البلجيكيات والفرنسيات كمدونين بارزين أيضا. ويوضح الرسم البياني لشبكة "كُنى النساء" درجة عالية من التواشج بين المدونين النساء والحسابات الأكثر نشاطا في شبكة المقاتلين الأجانب الكبرى (الشكل 5). الحسابات المُشار إليها باللون الأحمر ترجع إلى المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق.
(شكل 5: شبكة النساء المؤيدات للتنظيم وزوجات المقاتلين الأجانب على تويتر. حسابات المقاتلين الأجانب
باللون الأحمر، بينما حسابات الكُنى النسائية مشارٌ إليها برمز طائر تويتر)

تم العثور على 130 حسابا من حسابات "الكنية النسائية" “Umm” accounts بين قوائم المتابعين، والحسابات التي يتابعها 55 مقاتلا غربيا على تويتر تشارك 1027 رابطا في شبكة الجهاديين (الجدول 6). يتم حشد وتعبئة النساء أونلاين كمؤيدين وأصحاب أدوار تكتيكية داعمة تتجاوز إلى حد كبير مشاركتهن في أي تمرد جهادي سابق.


بشكل عام، تعمل حسابات الكنية النسائية The umms كناشري محتوى، بالإضافة إلى تمرير محتوى الحسابات الأخرى. كتبت “Umm Handhallaah” تغريدة للرد على منتقدي عملية تعيين "الخليفة" الجديد: "سؤال إلى أولئك الذين يرفضون استعادة تنظيم الدولة الإسلامية للخلافة، ما هو السبيل لتحقيق ذلك؟! هل تأتي الأمة بأسرها لاختيار قائدها؟". بالجمع بين الخطاب الجهادي وخطاب جيل الإنترنت، تكمن حجتها في أنه نظرا لعدم السماح بقيام الديمقراطية، فإن إجراء الانتخابات هي الإجابة الخاطئة.

الحديث عن الحملة التي أطلقتها الحكومة الأمريكية "فكَّر مرة أخرى .. غيّر وجهتك" Think Again Turn Away من الأنشطة المفضلة لتلك الحسابات النسائية. وقد تعرضت إحدى التدوينات التي نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية لرد ساخر:

"هل أنتم حقا من يتحدث عن ذلك! بعد قتلنا بالملايين واستمراركم في القيام بهذا. كفوا عن التظاهر، وأقلعوا عن سفك دماء المسلمين".

(جدول 6: من بين جميع الحسابات التي تم رصدها، تم تحديد 130 حسابا يحمل معرَّفه كنية "أم .."
في قوائم متابعي المقاتلين الأجانب على تويتر. وهذه الحسابات العشرة هي التي تكرر ظهورها كثيرا)

يميل محتوى حسابات الكنية النسائية إلى إظهار التطرف في صورة نمط حياة طبيعي. ومن الأمثلة على ذلك نشر صور أطفالهن وهم يرتدون زي تنظيم الدولة الإسلامية، كما يرتدي الأطفال زي نادي مانشستر يونايتد من أجل المتعة. وأضحى استخدام الأطفال كذوات إعلانية لنمط حياة الحركات المتطرفة عنصرا شائعا على نحو متزايد في بروباجندا وسائل التواصل الاجتماعي. قمنا بحجب وجوه الأطفال، في حين تظهر وجوههم بالكامل في المنشورات الأصلية (الشكل 6).

(شكل 6: صورة لأطفال يرتدون زي تنظيم الدولة الإسلامية
نشرتها امرأة في إحدى الشبكات الجهادية، المصدر).
تفسير النتائج والخاتمة

ألقت أبحاثنا السابقة حول استخدام جهاديّو أوروبا الغربية لوسائل التواصل الاجتماعي الضوء على تفضيلهم لموقع يوتيوب، وهو منصة لامركزية وغير مكلفة لتبادل المحتوى على الرغم من حساسيته لمراقبة المحتوى (20). ما بدا وكأنه تحركا من أسفل إلى أعلى لمشاركة مقاطع الفيديو الجهادية هو نتاج جهود التوعية ،كما تبيّن لاحقا، التي يسيطر عليها المنظمون الجهاديون بإحكام. واستنادا إلى تحليل أكثر من ثلاثين قناة جهادية على موقع يوتيوب ومشتركيها subscribers، خلصنا أيضا إلى أن عملية إعادة نشر المحتوى هدفت إلى إحداث وفرة في المحتوى الجهادي. بالإضافة إلى توفير الحماية ضد الجهود الحكومية لحجب المحتوى، وهذه سمة أساسية لشبكات الإنترنت. ولم تترك مثل هذه الدرجة العالية من التنسيق احتمالا للصدفة. ويمكن الكشف عن بنية مماثلة من الإحكام والتكرار المتعمد في شبكات المقاتلين الأجانب على تويتر ولكن على نطاق أوسع بكثير.

يتم استخدام تويتر لأغراض الاستقطاب والتلقين، فضلا عن بناء مجتمع عابر للحدود من التطرف العنيف. كما أنه وسيلة للحرب النفسية الموجَّهة إلى الأعداء البعيدين كما الأعداء المحليين مثل الأكراد، والمقاتلين المنافسين، وقوات النظام.

يُستخدَم تويتر أيضا لدفع زخم المحتوى وتمريره إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى. حيث يتابع المؤيدون الذين يقيمون في دولهم حسابات المقاتلين الذين ينشرون المحتوى الأصلي والذين يعيدون تدوير محتوى الحسابات التنظيمية. وتتدفق المعلومات من الحسابات التنظيمية باللغتين العربية والإنجليزية عن طريق حسابات المقاتلين الأجانب إلى شبكة أوسع من ناشري المحتوى (الشكل 7). كما تضيف الطبقات المختلفة من صغار المدونين محتويات محلية أخرى. يختلط نشر الصور الوحشية التي تتراوح بين الشنق والذبح والجثث المشوهة مع صور الأطفال السعداء في تدفق سلس لرسائل الإرهاب التي تهدف إلى ترويع الجمهور في منطقة الحرب القريبة وكذلك بين "العدو البعيد"، وشعوب الغرب.
(شكل 7: نموذج توضيحي لتدفق المعلومات داخل شبكة المقاتلين الأجانب على تويتر)

يمكن استنتاج عدد من الاستنتاجات الأولية من هذه الدلائل.

أولا، الحسابات الفردية التي يديرها المقاتلون الغربيون في سوريا موجَّهة أيديولوجيا. ويتم استخدام تويتر للترويج للعقائد الجهادية الأساسية التي تُترجم إلى صور رمزية لجيل من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ممن يفضلون الصورة على النص المكتوب.

ثانيا، تتم ممارسة درجة عالية من الرقابة على المحتوى في كل شبكات التدوين المصغر. وتعمل الحسابات الفردية والرسمية بالتوازي كما تتكامل فيما بينها بإحكام.

ثالثا، يمكننا أن نؤكد بشكل جزئي النتائج التي توصلت إليها أبحاث كلية الملك في لندن فيما يتعلق بأهمية الشبكة الكبرى من الأفراد والجماعات الذين يقيمون خارج منطقة القتال، ولكننا نختلف مع من يعتبرونهم أهم ناشري المحتوى.

فقد تحدث فريق كلية الملك عما وصفوه بالسلطات الدينية، وعلى وجه التحديد اثنين من الدعاة أحدهم في أستراليا والآخر في الولايات المتحدة، باعتبارهم يلعبون دورا مستقلا وحاسما في قيادة شبكة معلومات المقاتلين الغربيين.

على النقيض من ذلك، وجدنا أن هذه السلطة مستمدة بشكل أساسي من منظمات شبكة المهاجرين ومن حسابات وسائل الإعلام التي تنتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في المقام الأول، وجبهة النصرة ثانيا. ومن بين أكثر من 7000 متابع ينتمون لهذه الشبكة، يبرز أنجم تشودري بوصفه أحد أكثر الشخصيات تأثيرا.

من الممكن عزو الاختلافات الجزئية بين البحثين إلى اختلاف منهجية البحث. فقد بدأنا بمجموعة كبيرة من نواة البحث -59 حسابا- وبالتالي تعاملنا مع "شريحة" مختلفة من الشبكات القائمة على تويتر. وقد يؤثر أيضا توقيت جمع البيانات على النتائج. حيث جمع فريق بحث كلية الملك بياناتهم على مدى 12 شهرا انتهت في فبراير 2014. بينما قمنا بجمع البيانات من شهر يناير حتى مارس 2014. ويتوقف ظهور اللاعبين المركزيين في شبكة ما بشكل كبير على الإطار الأولي للشبكة الذي حددته إجراءات جمع البيانات.

ومع ذلك، هناك اختلافا جوهريا مهما له علاقة بالدور الذي تلعبه الحسابات الجهادية في توجيه المحتوى وتدفق المعلومات. فقد وجدنا أن الحسابات الرسمية التي تنتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة تتكامل بشكل مُحكَم مع أنماط أخرى من الحسابات. بحيث يساعد ناشرو المحتوى الجهادي ،المقيمون خارج منطقة النزاع والذين يعملون بشكل تطوعي، في تكوين حالة الزخم في كثير من الأحيان عن طريق نشر المواد التي تنشرها وتعيد تدويرها حسابات المنظمات والمقاتلين الموجودين في سوريا.


ويبدو أن الغرض من الجمع بين التغريدات غير العنيفة مثل صور القطط والتنزه مع الأصدقاء، والصور بالغة الوحشية هو إرساء رسالة واحدة وهي: أنت تنتمي إلينا؛ لأن الجهاد فرض عين على كل مسلم. وينقل المحتوى رسالة واضحة وهي أن القتال ،والموت، سوف يعطي لحياتك معنى، بالإضافة إلى كونه ممتع ومثير، ولكنه "أفضل" من الجلوس على الأريكة في المنزل وممارسة ألعاب الفيديو مثل "كول أوف ديوتي" Call of Duty. وتتراوح الرسائل الثانوية الأخرى المؤثرة على شبكة تويتر بين نزع إنسانية المسلمين الآخرين (الشيعة على وجه الخصوص) والإشادة بشجاعة المقاتلين الأتقياء.

يخدم تويتر ذات الأغراض الأساسية للمنظمات الإرهابية التي لعبتها المكتبات والمنتديات في الماضي: الدعوة إلى المعتقد الجهادي واستقطاب المؤيدين وترسيخ عزيمة المؤمنين من خلال إشراكهم في تصدير البروباجندا للغير وتعليمهم العقيدة. ولكنَّ وسائل التواصل الاجتماعي أضافت أيضا طاقات جديدة توسع بشكل كبير نطاق انتشار تلك المنظمات وكفاءتها.

باستطاعة أولئك الذين يقومون بمهام استقطاب الأنصار وتجنيدهم في التنظيم أن يستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لتفويض هذه المهمة لمراكز المقاتلين الموجودين خارج منطقة الحرب. حيث يمكن الوصول بشكل مباشر إلى جماهير عريضة وتضخيمها عن طريق أسلوب "غرف صدى التكرار الهامشي" (في المجال الإعلامي، يُستخدم مصطلح غرف الصدى echo chamber بشكل مجازي للتعبير عن الأسلوب المتبع لتضخيم وترويج فكر أو معتقد أو حتى منتج معين من خلال التكرار الأجوف داخل دائرة واحدة من المؤمنين بتلك الفكرة حتى يصير الواحد منهم وكأنه صدى لأصوات الآخرين، وتقوم هذه الطريقة على افتراض أن الناس غالبا ما يتابعون من يتفقون معهم في الرأي وهو ما يتساوق مع منهج هذه الدراسة. المترجم) عبر منصاتٍ عديدة وبتكلفة منخفضة. بحيث تقوم مجموعة من الناشطين مفرطي التفاعل على الانترنت بنشر قدر هائل من المحتوى بسرعة وبتكلفة منخفضة. ويمكن لهؤلاء المُستقطِبين استخدام المنصات الشبكية للوصول إلى أتباع جُدد ومن ثمّ التواصل معهم بشكل شخصيّ وتوجيه المجندين المحتملين منهم إلى نقاط اتصال مُشفَّرة.

قطعت وسائل التواصل الاجتماعي أيضا السبيل على الاعتماد على وسائل الإعلام الرئيسية وحولت الصحفيين إلى ضحايا مثاليين بدلا من كونهم أذرع مفيدة لنشر الرسالة الجهادية. فعلى سبيل المثال، أصبحت صور ذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي متاحة على المواقع الإخبارية والمواقع اليمينية المتطرفة ويتم تنزيلها downloaded وإعادة تحميلها reuploaded من قبل مروّجي الصدمات على الإنترنت. تقود وسائل التواصل الاجتماعي التي يسيطر عليها الإرهاب الآن حركة "الإعلام البطيء" (حركة الإعلام البطيء Slow Media هي وسيلة لانتاج واستهلاك المحتوى الإعلامي بشكل يعارض الوسائل التقليدية التي سادت عصر الإعلام الرقمي وتدعو إلى إتاحة المحتوى ونشره على نطاق واسع بعيدا عن محددات إنتاج المحتوى ومراقبته. المترجم). وأصبح أسيرو وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرئيسية أكثر عرضةً للتأثر بحملات التضليل المعلوماتي وتكتيكات الخداع والتضليل. لقد ضخمت وسائل التواصل الاجتماعي بسهولة صور القوة الزائفة.

إنَّ تحويل وسائل التواصل الاجتماعي إلى استراتيجية هجومية للحرب النفسية هو ابتكار خاص بتنظيم الدولة الإسلامية في استراتيجيات الإرهاب. أصبحت الهواتف الجوالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط الوسائل الأكثر استخداما للإطلاع على أخبار موثّقة. وفي هذا السياق، حوّلت تغريدات الدولة الإسلامية المتدفقة عبر تويتر لعمليات الإعدام والصلب التي تم تنفيذها في مدينتي حلب ودير حافر وسائل التواصل الاجتماعي إلى أداة هجومية للحرب النفسية وتكتيكات ميدانية.

ظهرت صور الوحشية المذهلة التي صاحبت إعلان أبو بكر البغدادي قيام "الدولة الإسلامية" في نهاية حزيران/يونيو 2014 في الجزء الأخير من البيانات التي تم جمعها. ولو قمنا بتمديد جمع البيانات خلال الأشهر اللاحقة، يُفترض أننا قد نكتشف تحولا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من وسيلة للتجنيد وبثّ الرسائل الأيديولوجية إلى الاستخدام الأداتي لأغراض إرهابية مباشرة. أثبتت وسائل التواصل الاجتماعي فعالية كبيرة للغاية كأداة لبث الرسائل وكوسيط إرهابي لتهديد السكان المحليين "العدو القريب" في مناطق الصراع وإثارة الذعر الشديد خارج ساحات الحرب.
شكر وتقدير
شكر خاص لكل من ساعد في إخراج هذا المشروع وهم:

Nathaniel Barr, Wouter van der Eng, Katherine Dowling, Aileen Finnin, Zachary Herman, Nathan Needle, Adrienne Roach, Ula Rutkowska, Ryan Yuffe, and Aaron Y. Zelin

الهوامش:

  1. GabrielWeimann, Terror on the Internet: The NewArena, the NewChallenges (Washington, DC: USIP, 2006), p. 38.
  2. Brian Michael Jenkins, International Terrorism: A New Kind of Warfare (Santa Monica, Link CA: RAND Corporation, 1974). Available at (accessed 6 October 2014); Alex Schmid, “Terrorism as PsychologicalWarfare,” Democracy and Security (1) (2) 2005), p. 138.
  3. Edna Erez, Gabriel Weimann, and A. Aaron Weisburd, “Jihad, Crime, and the Internet: Content Analysis of Jihadist Discussion Forums” (Washington, DC: USDOJ, 2011). Available at Link (accessed 6 October 2014).
  4. Jord`an Javier and Manuel R. Torres, “Internet y actividades terroristas: el caso del 11-M”(Spanish), El Profesional De La Informaci´on 16(2) (2007), p. 125.
  5. Combating Terrorism Center, “Letter to Mullah Mohammed ‘Omar from Usama bin Laden,” (5 June 2002). Available at Link (accessed 6 October 2014).
  6. Combating Terrorism Center, “Letter to Abu Musab al-Zaraqawi from Ayman al-Zawahiri” (9 July 2005). Available at Link (accessed 6 October 2014).
  7. Combating Terrorism Center, “Unknown (probably Usama bin Laden or Atiyyatullah Abu ‘Abd ar-Rahman) Letter to Nasir al-Wihayshi,” (N.d.). Available at Link (accessed 6 October 2014).
  8. John Arquilla and David Ronfeldt, Networks and Netwars. The Future of Terror, Crime, and Militancy (Santa Monica, CA: RAND Corporation, 2001).
  9. James Bamford, “TheMostWantedMan in theWorld,” WIRED (August 2014). Available at Link (accessed 6 October 2014). In an interview with Wired Magazine Edward Snowden asserted that the 2012 Syrian shut-down was the result of a botched U.S. intelligence operation attempting to put intercepts on one of the main Syrian Internet providers. Akamai, an Internet traffic analysis company based in Cambridge, MA, routinely releases assessments on Twitter, see Link.
  10. Doug Madory, “Amid Raging Violence, Iraq Orders Internet Shutdowns,” Dyn Research (13 June 2014).Available at Link (accessed 6 October 2014).
  11. GlobalTT, “Coverage: Syria.” (N.d). Available at Link (accessed 6 October 2014).
  12. Nina Zipkin, “Have 1,000 Followers? You’re in the 96th Percentile of Twitter Users,” Entrepreneur (19 December 2014). Available at Link (accessed 6 October 2014).
  13. Erez et al., “Jihad, Crime, and the Internet”; Edna Reid, “Analysis of Jihadi Extremist Groups’ Videos,” Forensic Science Communications (Washington, DC: FBI, July 2009).
  14. Abdullah Azzam, “Join the Caravan,” in GillesKepel and Jean-Pierre Milelli, eds., Al Qaeda in its Own Words (Boston: Harvard University Press, 2009), p. 115.
  15. Joseph Carter, ShirazMaher, and Peter Neumann, #Greenbirds: Measuring Importance and Influence in Syrian Foreign Fighter Networks (London: The International Centre for the Study of Radicalisation and Political Violence, King’s College, 2014).
  16. Jytte Klausen, Eliane Barbieri, Aaron Y. Zelin, and Aaron Reichlin-Melnick, “The YouTube Jihadists: A Social Network Analysis of Al-Muhajiroun’s YouTube Propaganda Campaign,” Perspectives on Terrorism 6(1) (2012).
  17. The Daily Mail, “The Scum Stole Our Cash: ‘Hip Hop Jihadist’ Who Left £1m London Home to Fight in Syria Complains on Twitter of Being Kidnapped, Tortured and Robbed by FELLOW Islamists” (9 March 2014). Available at Link (accessed 6 October 2014).
  18. “RadicalIslamist” is no longer active but the tweet is available on qaster.com, a South Korean–based website that aggregates question-and-answer threads from Twitter and makes them available in a searchable Internet archive. For more information see www.qaster.com (accessed 6 October 2014).
  19. Michael B. Kelley, “One of the Most Popular Sources on Syria Happens to be an Extremist Supporter,” Business Insider (20 January 2014).
  20. To view the full discussion on the split between Jabhat al-Nusra and ISIL, see Link

[هذه هي المادّة التاسعة من ملف ينشره موقع "العالم" عن المقاتلين الأجانب في الشرق الأوسط، للمادّة الأولى اضغط هنا، وللثانية هنا، وللثالثة هنا، وللرابعة هنا، وللخامسة هنا، وللسادسة هنا، وللسابعة هنا، وللثامنة هنا].

مصطفى الفقي
كاتب ومترجم مصري.

اترك تعليق*

* إرسال التعليق يعني موافقة القارئ على شروط الاستخدام التالية:

- لهيئة التحرير الحق في اختصار التعليق أو عدم نشره، وهذا الشرط يسري بشكل خاص على التعليقات التي تتضمن إساءة إلى الأشخاص أو تعبيرات عنصرية أو التعليقات غير الموضوعية وتلك التي لا تتعلق بالموضوع المُعلق عليه أو تلك المكتوبة بلهجة عامية أو لغة أجنبية غير اللغة العربية.

- التعليقات المتكوبة بأسماء رمزية أو بأسماء غير حقيقية سوف لا يتم نشرها.

- يرجى عدم وضع أرقام هواتف لأن التعليقات ستكون متاحة على محرك البحث غوغل وغيره من محركات البحث.