تقديم ورقة في مفهوم الإسلام السياسي ومستقبله في العالم العربي بعد الربيع العربي

لا نكادُ نجد ظاهرةً أثّرت في الثورة السورية أكثر من ظاهرة الإسلام السياسي، وتحديداً لجهة الدور الحساس الذي لعبه في أحداث الثورة ومآلاتها.

منذ أن هدم السوريون حاجز الخوف في آذار 2011 وحتى اليوم شارك الملايين منهم في آلاف المظاهرات ضد نظام الأسد، والملاحظُ أنهم لم يُطلِقوا فيها هتافاً واحداً أو يرفعوا لافتةً واحدة تطالب بتغيير الدستور. ليس لأن الدستور الحالي يُعجبهم، وإنما لأنهم يدركون بداهةً أن نظام الأسد يعيش فوق الدستور، وبالتالي فلن يحصل تغييرٌ حقيقي إلا بإسقاطه.
لكن هذه الثورة لم تحظ بقيادةٍ قادرة على لمِّ الحراك، وتشظَّت بين تيارات إسلامية وعلمانية متناحرة، ولم تنجح في إطلاق قيادة اتفاقية، ولم تقدم مشروعاً متحداً لمستقبل سوريا، بل مضى فلاسفتها في تبرير الاختلاف فلسفياً وإسقاطه على الأرض الملتهبة.
تقديم

من جميل الأقدار أن يتمكن موقع (معهد العالم للدراسات) من نشر هذه المادة، على جزئين، في مرحلةٍ مبكرةٍ جداً من عملية نشر مواد مشروع مراجعات الثورة السورية. فالمادة هي مقدمةُ كتابٍ هام لم يُنشر بعد، والذي ستنشره "الدار الأهلية للنشر والتوزيع" في عمّان، وسيظهر في المكتبات خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة القادمة بعنوان: "الإسلاميون والثورات العربية: قراءاتٌ نقدية من الداخل والخارج".