ساري حنفي
أستاذ علم الاجتماع، الجامعة الأمريكية في بيروت، ورئيس تحرير "مجلة اضافات" للعلوم الاجتماعية. لديه عدد كبير من الكتب والأبحاث من أهمها : " بروز النخبة الفلسطينية المعولمة"، " البحث العربي ومجتمع المعرفة:رؤية نقدية جديدة" بالاشتراك مع ريفاس أرفانيتس. كما اشرف على اعداد وتحرير عدد من الكتب منها :" عبور الحدود وتبدل الحواجز: سوسيولوجيا العودة الفلسطينية"، " مستقبل العلوم الاجتماعية في الوطن العربي".
لا يمكن أن نعثر في وقتنا المعاصر على ظاهرة اجتماعية أكثر تعقيداً من ظاهرة الهجرة /اللجوء. فقد باتت كفيلةً اليوم بتجييش مشاعر الوطنية والعنصرية وكره الأجانب، كما أصبح موضوع المهاجرين واللاجئين الموضوع الأكثر حساسية وأهميةً في الجولات الانتخابية في العالم الغربي والعربي.
يرجع لجوء بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة كداعش وأخواتها للعنف في عصر الانتفاضات العربية إلى سياق عنف الدولة وانغلاق الفضاء السياسي. ومع ذلك، فإن تنشيط بعض التفسيرات المتطرفة للنصوص الدينية، من خلال التعليم الشرعي وخطب الجمعة ووسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعية، قد أصبحت عاملا هام جدا لتسهيل وتفعيل أيديولوجيا العنف وتبرير الأفعال.
تتسم الكثير من القراءات السياسية للانتفاضات العربية بفكر تبسيطي للصراعات، وربما من أبلغ ما كتب من مساهمات هي للباحث السوسيولوجي المرحوم عبد القادر زغل الذي بينُ في عملية نقد ذاتي كيف أنه وكثير من زملائه السوسيولوجيين التوانسة قد فشلوا في فهم ظاهرة الثورة التونسية، عازيا ذلك الى أزمة "الباردايغم" (المنوال) المؤسِّس لعلم الاجتماع التونسي (زغل 2014).