علي العائد
كاتب وصحفي سوري مقيم في اسطنبول. متخصص في النقد الأدبي. يكتب مقالات أسبوعية في عدد من الصحف والمواقع العربية منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي.
كانت كلفة انتظار السوريين أربعين عاماً قبل بدء الثورة، فعلياً، أكبر من تكلفة الموت وتوابعه خلال أكثر من ست سنوات منذ 15 آذار 2011، رغم الثمن الفادح، والآثار المأساوية، على المستويات الإنسانية والاقتصادية، التي ستمتد مفاعيلها لعشرات السنوات بعد إيقاف القتل.
ما بين انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، والثورة السورية 2011، مضت عشرون عاماً، والان 26 عاماً. في أول عشر سنوات من "استقلالها" عن الاتحاد السوفييتي، انحدرت روسيا الاتحادية فاقدة كل مقومات الحياة الكريمة، حتى وهي تحتفظ بسلاحها النووي، وعلومها الفضائية، ومقعد الاتحاد السوفييتي في مجلس الأمن.
تعبر جثةٌ الجغرافيا السورية من دمشق إلى ريف حلب الشمالي في ثلاثة أيام كي تُدفن في قريتها. فالأب، صاحب الجثة المسافرة، أوصى أن يُدفن في قبر أخته التي "فضلت" أن تشعل النار في جسدها وترقص رقصتها الأخيرة على أن تتزوج رجلاً لا تحبه.
في الرقة؛ حربٌ، وغلاء، وبطالة، وأمانٌ مفتعل، وقصفٌ للطيران الروسي، وطيران النظام، وطيران التحالف الدولي.