د. وائل مرزا
رئيس التحرير والمشرف العام على موقع معهد العالم للدراسات.
قلائل الذين يعلمون بحجم الكارثة المالية العالمية التي ربما أمكنَ تجنُّبُها، حتى الآن على الأقل، خلال يومي العطلة الأسبوعية الماضية. وهي أزمةٌ كان يُمكن لها أن تشتعل في أمريكا صباح الإثنين الفائت، وتمتد إلى جميع أنحاء العالم، كما حصل مع الكارثة المالية العالمية عام 2008. هذا رغم عودة ملامحها إلى الظهور مع الاهتزاز الكبير لبنك "كريديت سويس" السويسري المشهور صباح الأربعاء، ومعه كل البنوك الأوربية ثم الأمريكية في وقتٍ لاحق من اليوم. وما صاحبَ ذلك من انخفاض أسعار النفط وانهيار أسواق الأسهم في أوروبا وأمريكا وآسيا.
وربما تكفي قراءةُ عناوين كتبه بدرجةٍ من التأمل مدخلاً لمعرفة شمولية وأصالة الدلالات المعرفية التي تحملها: "حتى يُغيروا ما بأنفسهم"، "العملُ قدرةٌ وإرادة"، "فقدان التوازن الاجتماعي"، "الإنسان حين يكون كَلاً وحين يكونُ عَدلاً"، "اقرأ وربكَ الأكرم"، "كن كابن آدم"، وغيرها.
“من هنا، فإن محاولة فهم الأحداث، ثم التعامل معها، من خلال إلقاء التبعة حصرياً على حضارةٍ من الحضارتين، لن يؤدي إلا إلى المزيد من الأزمات. بينما يمكن للأحداث أن تصبح، إذا تمّ النظر إليها من تلك الزاوية، فرصةً حقيقيةً نادرة لتجاوز المأزق الحضاري العالمي الذي وصل إلى قمّته في سبتمبر من عام 2001م.”
ما الذي كان يمكن أن يحدث في أميركا، ولها، لو أن وباء كورونا الحالي تزامن في حصوله مع (الزلزال الكبير The Big One)، الذي يُتوقعُ حصولهُ منذ زمن في أغنى ولايةٍ فيها، وتَواقتَ الحدَثان مع تَشكُّلِ وتصاعدِ إعصارٍ هائل شبيهٍ بإعصار كاترينا عام ١٩٥٥م، وحصلَ معهما، في الوقت نفسه أيضاً، هجومٌ إرهابيٌ يشابه هجمات ١١ سبتمبر / أيلول عام ٢٠١١م في نيويورك وبنسلفانيا، وتصادفت الأحداثُ تلك في نفس الوقت مع انفجار بركان Mount Kilauea الذي يُعتبرُ أكبر بركان في أمريكا، في جزيرة هاواي وينفجرُ بشكلٍ قوي كل عشرين عاماً تقريباً، علماً أن آخر أن آخر انفجارٍ له كان عام ٢٠٠٠م!