ترجمة: مصطفى الفقي.

البحث في طبيعة العنف الطائفي يقتضي الاشتباك مع السياقات السياسية الأوسع نطاقاً. ولكي نقوم بذلك، يجب علينا أن ننظر في مفهوم الدولة السيادية، الذي طالما استغرق فكر المنظرين السياسيين من ابن خلدون[1] إلى جورجيو أغامبين.[2] بعد 1400 سنة* من كتابات ابن خلدون، سيؤكد أغامبن أن "لغز السياسة" يمكن الكشف عنه عند مراعاة النظر في التفاعل بين مقومات الحكم، الدين والهياكل المصممة لتنظيم الحياة، ولفهم صعود العنف الطائفي في الشرق الأوسط يجب أن نفهم "لغز السياسة" في العالم العربي.
السؤال الخامس: بماذا تردّ على نقّادك الذين يقولون إنّ وصفَك لجلّ المفكرين العرب بأنّهم "مقلّدة" للغرب يعني، فيما يعنيه، تكريسًا للخصوصيّة الثقافيّة. وكما تعلم أستاذ حلاق، فإنّ هذه التهمة جاهزة مسبقًا لكلّ من يفكّرون بالشرط الحديث نقديًّا، وذلك، كما تعلّمنا، لغلبة فكرة التقدّم على مخيالنا الحديث، وأيضًا لاعتقادنا الحداثويّ بأنّ التقليد جامد ولا يتطوّر.