ماجد كيالي
كاتب سياسي فلسطيني / سوري، عمل في إطار الحركة الوطنية الفلسطينية والإعلام الفلسطيني، له العديد من المقالات والدراسات السياسية والكتب.
منذ بروز "التنظيمات الجهادية" الراديكالية في المشهد السوري، والمحسوبة على جماعة "القاعدة" وأخواتها، باتت ثورة السوريين، بعد عامها الأول، في وضع مختلف في طبيعتها ومظاهرها ومقولاتها السياسية.
من الطبيعي أن تسود حالة من الإحباط في أوساط المعارضة السورية السياسية والعسكرية والمدنية، ولدى معظم السوريين الذين يتوقون للتخلص من النظام، نتيجة هشاشة موقف العالم مما يجري في حلب، أي تجاه محاولات تدميرها وتشريد سكانها وتخريب عمرانها، لكن هذا الإحباط يتفاقم كثيراً مع ملاحظة التشرذم في صفوف فصائل المعارضة المسلحة، بل وتقاتلها مع بعضها، بدلاً من التركيز على مواجهة النظام؛ وهو أمر غريب بل ومريب حقاً!
ربما لم توجد ثورةٌ واجهت من المشكلات والمعضلات بقدر ما واجهت ثورة السوريين، فهي طويلة جداً بالقياس للثورات المماثلة، أي التي تتوخّى إسقاط نظام سياسي. وهي ثورة مستحيلة لأنها انطلقت من نقطة الصفر تقريباً،