مازن عزي
كاتب وصحافي سوري
اعتاد البروفيسور ريمي لوفو، وعلى مدى سنوات تدريسه "مدخل إلى الشرق الاوسط" في "معهد الدراسات السياسية"، أن يبدأ بتحليل أحداث العام 1979 الحاسمة. لوفو الذي توفي في العام 2003، قد يكون أحد المرتكزين على نتائج العام 1979 لتفسير السياسة في الشرق الأوسط، إلا أنه من الصعوبة أن يكون قد تخيل إمكانية العودة إليه في عربة سفر عبر الزمن، كما يحدث اليوم.
بين نهاية العام 2016 وبداية 2017، حدثت جملة من التطورات المتسارعة، غيّرت واقع المعارضة السورية، وعلاقة الفصائل المسلحة ببعضها، على وقع هزيمة حلب، ومؤتمر أستانة.
هجرة مركبة، مناطقية وطبقية وإثنية، رسمت شكل مدينة حلب المعاصرة. وعدا عن التقسيم الواضح بين حَلَبين؛ شرقية وغربية، يبدو أن أكثر من حلب أخرى نمت خلال الأعوام الستين الماضية على تخوم الانتماءات الأهلية المتنوعة للوافدين الجدد إلى أطراف المدينة الكبرى.
وصلت حدة التشنج الإيراني إزاء السعودية، ذروةً غير مسبوقة، دفعت آية الله خامنئي إلى إصدار فتوى تُجيزُ زيارة كربلاء في العراق، بدل الحج إلى مكة. التشنج السياسي الراهن، وإن استند إلى أرضية النزاع المذهبي، إلا أنه بات بدوره مساهماً في تخليق تمايز جديد بين الشيعة والسنّة، لا بل والتأثير في قيم الرأسمالية الغربية.