“من هنا، فإن محاولة فهم الأحداث، ثم التعامل معها، من خلال إلقاء التبعة حصرياً على حضارةٍ من الحضارتين، لن يؤدي إلا إلى المزيد من الأزمات. بينما يمكن للأحداث أن تصبح، إذا تمّ النظر إليها من تلك الزاوية، فرصةً حقيقيةً نادرة لتجاوز المأزق الحضاري العالمي الذي وصل إلى قمّته في سبتمبر من عام 2001م.”
مقدمة
بكل المقاييس، تبدو عملية التدخل الأمريكي في شمال سوريا من أكثر العمليات تعقيداً فيما يتعلق بتفكيك عناصرها السياسية والعسكرية والأمنية، المُعلنة والسرية، بغرض الاستفادة منها للعمل على تحليل سياسي موضوعي ومنهجي.
تدخلت روسيا في الأزمة السورية عسكرياً بشكل مباشر في 30 سبتمبر 2015، بهدف إنقاذ حكم "بشار الأسد" كمرحلة أولى، ثم محاولة تثبيت أركانه وتعويمه ليلقي قبولاً دولياً وإقليمياً كمرحلة ثانية، وقد نجحت روسيا لحد بعيد في هذه المهمة.
ضربنا مطار الشعيرات العام الماضي بـ 59 صاروخ كروز، لكن الأسد لم يرتدع واستخدم الأسلحة الكيماوية من جديد، فكانت هذه الضربة لإضعاف قدراته الكيميائية. هكذا أجمل وزير الحرب الأمريكي جيمس ماتيس مأرب الولايات المتحدة من ضرب قوات الرئيس السوري بشار الأسد مطلع الأسبوع الجاري.