سارت الأمور في الحالات العربية بعد 2011 بشكلٍ مختلف. فلا شك أن نخب الأحزاب والقوى المعارضة التقليدية ساهمت في خلق المناخ الفكري والسياسي العام الذي جعل الثورات ممكنة. وتقاربت التيارات الإسلامية والليبرالية واليسارية والقومية في عدة مبادرات عابرة للأيديولوجيات، كحركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير في مصر، ومبادرة 18 أكتوبر في تونس، واللقاء المشترك في اليمن، وتيار ربيع دمشق في سوريا.
تقديم
من جميل الأقدار أن يتمكن موقع (معهد العالم للدراسات) من نشر هذه المادة، على جزئين، في مرحلةٍ مبكرةٍ جداً من عملية نشر مواد مشروع مراجعات الثورة السورية. فالمادة هي مقدمةُ كتابٍ هام لم يُنشر بعد، والذي ستنشره "الدار الأهلية للنشر والتوزيع" في عمّان، وسيظهر في المكتبات خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة القادمة بعنوان: "الإسلاميون والثورات العربية: قراءاتٌ نقدية من الداخل والخارج".
ترجمة: جهاد الحاج سالم
تفحص هذه الورقة دور التابعين الحضر بوصفهم في آنٍ أعواناً مشاركين في الثورات العربيّة، وقوى توسطيّة ضدّ الفعل الثوري. وتطرح حجّة أساسيّة مفادها أنّ تموقع التابعين الحضر في الفترات الثوريّة يجب أن يُفهم من خلال ربطه بموقعهم السوسيو-مجالي ضمن التشكيلة السياسيّة الحضريّة المعقّدة.