إذ توقّعوا أنّ السوريّين لن يسلكوا مسلك الانتفاضات في تونس ومصر لنقصٍ في "بُنى تُمكّن النّاس من التّنظم وتجميع الآخرين"[i].
ومن بين أولئك الباحثين دافيد ليش (David Lesch)، أستاذ تاريخ الشّرق الأوسط في جامعة ترينيتي (Trinity University)، الذي ادّعى أنّه يعرف الأسد أكثر من أيّ غربيّ آخر. فقد أكّد ليش في كتابه "سوريا: سقوط بيت الأسد" أنّ فشل السوريّين في التحرّك خلال الأسابيع التي تلت الانتفاضات في تونس ومصر، بدا وكأنّه "يؤكد توقّعات السواد الأعظم من المحلّلين، والمعلّقين، والدبلوماسيّين، والباحثين (بما في ذلك هو نفسه) أنّ الربيع العربيّ لن يصل سوريا في المدى القريب أو بأيّ طريقة مؤثّرة"[ii]. لكن في 25 آذار/مارس سنة 2011، انطلقت مظاهرات عمّت أرجاء سوريا. وفي المقابل، عبّأ الرئيس بشار الأسد أجهزته القمعيّة وبدأ في قمع المتظاهرين.