كنتُ في صيف 2017 في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، وهناك كانت فرصة بفضل "أمازون" (التي توصل لك أي كتاب خلال أيام) لكي أحصل على مجموعة من الكتب الجديدة التي تتعلق بالدولة العثمانية وتشكل الشرق الأوسط الحديث (تركيا والعراق وسوريا الخ). وقد كتبتُ عن بعضها، ربما لقناعتي أنها قد لا تترجم إلى العربية بحجم انشغال القراء العرب بمواضيع أخرى.
مقدمة

تتسارع وتيرة الأحداث والمتغيرات في الساحة السورية وبخاصة في منطقة الشمال السوري بكل ما تحمله من أهمية استراتيجية. اذ لم تعد تقتصر القضية على عمليات القتل والتدمير والتهجير، بل أصبحت متعلقة بمستقبل أجيال نشأت في ظروف سمتها القصف والتهجير والنفي والإبعاد، فستة أعوام قاسية كانت كفيلة في وضع الجيل في دوامة الضياع، فضلاً عن جعل الأجيال القادمة على شفيره.
في الجزء الأول من هذا النص الذي نشره موقع "معهد العالم للدراسات" (21 آب/ أغسطس 2017) (الرابطتحدثت الكاتبة ملكة العائد عن يوميات النزوح التي بدأت مع إشاعة انهيار سد الفرات، وترويج داعش للإشاعة كي ينسحب عدد كبير من عناصره من الرقة بين جموع الناس الهاربين ويأمنوا ملاحقة الطائرات لهم.
غالباً ما تكشف التحقيقيات الصحفية الميدانية عن مفاتيح لقراءة وقائع الساحة بشكل يُضاهي أو يتجاوز أحياناً ما تكشف عنه الدراسات والأبحاث، وهذا ما ينطبق بشكل أو بآخر، على كتاب ألفته ليلى مينيانو بالفرنسية، ويشتغل على واقع مدينة تدمر السورية، ومصيرها التراجيدي، وعنوانه: "التضحية بتدمر.. تحقيق استثنائي في قلب الرعب السوري" 1.