لم يعد خافياً أنّ الثّورة السوريّة، التي انطلقت شرارتُها في مثل هذا الشهر قبل سبع سنوات في آذار/مارس ٢٠١١، تكبّدت ما لم تتكبّده ثورة مثيلة في عصرنا الحالي، من تهجير للسكّان، ومن تطييف للصراع، ومن تكالب عالميّ على إجهاض أيّ مشروع تحررّيّ ديمقراطيّ في سوريا ضدّ النّظام الأسديّ، الذي وظّف كافّة الميكانزمات المتاحة له، واستنجدَ بقوى كبرى كإيران وروسيا في تدمير سوريا، شعباً وبلداً، وفي قتل الداني والقاصي.
في غضون موجة التغيير والصراع في الشرق الأوسط، راح يتجدد النقاش حول النموذج الفدراليّ كنظام حكم بدأ يحتل الصدارة كتجديد للحاضر ووعد للمستقبل حيال النظم السياسية التي تعيش راهناً الوضع المهتريء والنخر الذي أصاب هيئاتها الاجتماعية المركبة. في السياق الثوري السوري الراهن، يقترح البعض نظام حكم فدرالي لسورية الجديدة[1].
قدحت نكبة فلسطين عام 1948 عوامل واقع سياسي واجتماعي جديد في العالم العربي، ودخلت الثقافة السياسية العربيّة مراحل مختلفة منذ ذلك الحين ورافقها بالطبع خطابات مختلفة تسيّد منها الثقافةَ السياسية خطابان منذ عام 1979 يبدوان متناقضين بخصوص فلسطين، ولكنهما في الواقع متقاربان في عمقهما، كما أنهما يخصّان ويعبران أكثر عن أيديولوجيا النظام العربي.
[هذه هي المادّة الرابعة من ملف ينشره موقع "العالم" عن المقاتلين الأجانب في الشرق الأوسط، للمادّة الأولى اضغط هنا، وللثانية هنا، وللثالثة هنا].