من الطبيعي أن تسود حالة من الإحباط في أوساط المعارضة السورية السياسية والعسكرية والمدنية، ولدى معظم السوريين الذين يتوقون للتخلص من النظام، نتيجة هشاشة موقف العالم مما يجري في حلب، أي تجاه محاولات تدميرها وتشريد سكانها وتخريب عمرانها، لكن هذا الإحباط يتفاقم كثيراً مع ملاحظة التشرذم في صفوف فصائل المعارضة المسلحة، بل وتقاتلها مع بعضها، بدلاً من التركيز على مواجهة النظام؛ وهو أمر غريب بل ومريب حقاً!

ملخص:

انطلقت عملية استعادة الرقة في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، بمشاركة 30 ألف مقاتل إلى جانب "أكثر من 200 جندي أمريكي يشاركون على الأرض في حملة تحرير الرقة، التي بدأت بدعم مكثف من التحالف الدولي"[1]؛ في حين "تشير التقديرات لوجود 3500 مسلح من تنظيم الدولة بالرقة"[2].
ربما لم توجد ثورةٌ واجهت من المشكلات والمعضلات بقدر ما واجهت ثورة السوريين، فهي طويلة جداً بالقياس للثورات المماثلة، أي التي تتوخّى إسقاط نظام سياسي. وهي ثورة مستحيلة لأنها انطلقت من نقطة الصفر تقريباً،

ليس ممكناً الحديث عن العالم اليوم - كل العالم - من دون أن نصف التنامي الفظيع للعنف فيه. عنفٌ منفلتٌ تماماً، يغلب عليه طابع الذاتية والتلقائية. بالإمكان أيضاً ملاحظة خاصيّةٍ جديدةٍ لهذا المشهد، إنها عدم التشكل، أو النزوع نحو اللاشكلانية، فهذا العالم لم يعد يتشكلُ بالعنف، ولم تعد حدوده تَرتسم به، بل على العكس من ذلك، فإن العنف يدفعُ العالم إلى الذوبان. ليس هناك امبراطوريات تتشكل ولا حدود جديدة لهذا العالم، الواقع أن العالم فقط يأكل نفسه.