أحداث سبتمبر تعبيراً عن أزمة الحضارتين الإسلامية والغربية – الجزء 1
“من هنا، فإن محاولة فهم الأحداث، ثم التعامل معها، من خلال إلقاء التبعة حصرياً على حضارةٍ من الحضارتين، لن يؤدي إلا إلى المزيد من الأزمات. بينما يمكن للأحداث أن تصبح، إذا تمّ النظر إليها من تلك الزاوية، فرصةً حقيقيةً نادرة لتجاوز المأزق الحضاري العالمي الذي وصل إلى قمّته في سبتمبر من عام 2001م.”
ليس من قبيل المبالغة القول إن سؤال (لماذا حصل حدث الحادي عشر من سبتمبر؟) كان ولا يزال من أكبر الأسئلة التي شغلت شرائح عديدة من البشر في العالم على مدى عقدين، من رجل الشارع العادي البسيط في مشرق الأرض ومغربها، إلى صانع القرار السياسي والعسكري، مروراً بالآلاف من المثقفين والمؤرخين والباحثين والإعلاميين. من هنا، تنوعت الإجابات ليس فقط بدرجة تنوّع الخلفيات الثقافية والفكرية لمن يعطيها، وإنما أيضاً تبعاً لحجم المعلومات المتوافر عندهم، ولطبيعة الأهداف والتوجهات الموجودة لديهم والتي تحكم طرق تفكيرهم إلى حد كبير.
والحقيقة أن البحث في إجابةٍ لهذا السؤال تُعتبر ضرورية لأنها، من ناحية، تضع حدث سبتمبر في إطاره التاريخي الأكبر، ولأنها، من ناحية أخرى، تساعد على فهم ماذا جرى بعد سبتمبر. فمن الأهمية بمكان النظر إلى ذلك الحدث لا على أنه نقطة البداية لسلسلة تاليةٍ من الأحداث، وإنما على أنه، أيضاً، نتيجةٌ يمكن فهمُ حصولِها منطقياً إذا أمكن للمرء أن يقرأ المقدمات التي سبقتها وأدّت إليها. والأهم من هذا، فإن من الممكن النظر إلى حدث سبتمبر على أنه الإشارة الأكثر وضوحاً على ولادة عالمٍ جديد بدأ يتشكل قبل ذلك بسنوات.
المفارقة أن الغالبية العظمى من الإجابات بدأت محاولتها في الحصول على الإجابة من خلال البحث في التفاصيل. ففي حين قزّم البعض مستوى البحث إلى درجة حصر خلفيات مثل هذه الحادثة الكونية في شخصٍ مثل أسامة بن لادن أو مجموعةٍ مثل القاعدة، أطلق آخرون العنان لمخيلاتهم وقاموا برسم سيناريوهات تآمرية في غاية التعقيد، تراوح فيها المسؤول المباشر عن الحدث من الحكومة الأمريكية نفسها إلى الموساد الإسرائيلي مروراً بالجماعات اليمينية الأمريكية المتطرفة والصرب ومهربي المخدرات الكولومبيين.
وعلى مدى شهور وسنوات، غرق العالم وسط طوفانٍ من الأسماء والأرقام والمعلومات والروايات والوثائق والقرائن والأدلة والأدلة المضادة. ففي حين انشغلت الحكومة الأمريكية في إثبات مسؤولية بن لادن والقاعدة عن الحدث منذ اللحظة الأولى بكل طريقة ممكنة، انشغل الكثيرون في العالمين العربي والإسلامي بدراسة مسارات الطائرات المختطفة، والتدقيق في أسماء لوائح ركابها، والبحث عن التسجيلات الصوتية لصناديقها السوداء، ونقض الأدلة المقدمة من جانب الحكومة الأمريكية. وباختصار، في تتبع الروايات والتفسيرات العديدة التي تتناقض مع الرواية الرسمية الأمريكية بأي شكلٍ من الأشكال وعلى أي درجةٍ من الدرجات.
ليس هذا مقام رفض أو قبول أيٍ من تلك النظريات أو التفسيرات أو التفاصيل. فالشيء الوحيد المؤكد هو أن الأحداث حصلت، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع، وأن بشراً من البشر كانوا وراءها. ولكن ظروف الأحداث وطبيعتها تؤكد أنها ستبقى إلى زمنٍ طويل واحدةً من تلك الأحداث الغامضة في تاريخ البشرية، من حيث تفاصيلها الدقيقة المفتوحة على جميع الاحتمالات.
ولكن، بغضّ النظر عن الأدلة التي قدمتها الولايات المتحدة، وبغضّ النظر عن قوة تلك الأدلة وضعفها، وعن حقيقة الاعترافات المباشرة وغير المباشرة التي صدرت من خلال التسجيلات المشهورة، وجرى تداولها على شكل تصريحات وخطب ورسائل وحوارات في بعض وسائل الإعلام وعلى صفحات الانترنت. نقول، بغضّ النظر عن هذا كله، ولو اعتبرنا أنه لا قيمة له على الإطلاق، فإنه يكفينا اليقين بأن العديد من العرب والمسلمين، كانوا يتمنون لو أنهم هم الذين قاموا بالعملية. ويكفينا العلمُ بأن جماعات كثيرة في العالمين العربي والإسلامي كانت تتمنى لو أنها كانت تقف خلفها في ذلك الزمن. فهذه حقائق معروفة ومشهورة تمّ الإعلان عنها بشكل أو بآخر من خلال التأييد المطلق لها على مستوى الشكل والمضمون والنتائج.
من هنا، سننطلق في تحليلنا من هذه النقطة، نقطة وجود الرغبة، وربما الرغبة العارمة، للقيام بمثل ذلك العمل، هنا أو هناك في أنحاء العالم العربي والإسلامي. فوجود تلك الرغبة بحدّ ذاتها هو الدليل الذي يكفينا للإشارة إلى وجود أزمة (العجز) التي سنتحدث عنها في الصفحات القادمة.
رغم هذا، يبقى مهماً التفريقُ، منذ اللحظة الأولى، بين الفعلِ المباشر من جهة، وبين المسؤولية عن الأحداث في مستواها الحضاري الشمولي من جهةٍ أخرى. وهو المستوى الذي سنحاول من خلاله الإجابة على سؤال: ماهي الظروف والعوامل الحضارية الكبرى التي قادت البشرية جمعاء إلى أن تواجه الحادي عشر من سبتمبر؟
وحتى نُجيب على هذا السؤال بشكل أقرب إلى الصحة فإن الخطوة الأولى تتمثل في النظر إلى ما جرى بمجمله في إطارٍ أوسع من إطار التفصيلات الدقيقة التي ذكرناها. لأن محاولة فهم الأحداث من خلال الغرق في تلك التفصيلات المتضاربة، والتي تختلط فيها الحقيقة بالخيال إلى درجةٍ كبيرة، أمرٌ في غاية الصعوبة إذا كان الإنسان جاداً في محاولته تلك، بعيداً عن رد الفعل العاطفي المباشر.
لماذا يحب العرب والمسلمون التفاصيل الغريبة؟
إن الغرق في التفاصيل الدقيقة للأحداث يمكن أن يُوهم أصحابه أحياناً بأن ذلك الغرق يمثل قمة الجهد على طريق معرفة الحقائق، وأنّ التركيز على تلك التفاصيل والجري وراءها في كل اتجاه هو غاية المنتهى في المتابعة المنهجية للأحداث. من هنا تتكاثر في واقعنا العربي والإسلامي تلك الظواهر المتمثّلة في جمعِ ونشرِ الشاذّ والغريب من تفاصيل القصص والوقائع والمعلومات. حتى أن المرء يشعر أحياناً أن كثيراً من العرب والمسلمين يدخلون، خاصةً في مثل هذه الأحداث، في منافسات شرسة حول إثبات مَنْ يملك أكبر مجموعة من التفاصيل، وبخاصةٍ منها تلك التفاصيل الغريبة وغير المشهورة.
ولقد كانت المشاهد معبرةً في البلاد العربية بعد حصول الأحداث، والناس تتداول المعلومة تلو المعلومة والوثيقة تلو الوثيقة، من ذلك النوع من التفاصيل التي كانت تبدو بلا نهاية، وإن كان واضحاً فيها الانتقائيةُ في الاختيار. فرغم وجود عشرات التفاصيل التي تصب في خانة تحميل بعض العرب والمسلمين المسؤولية المباشرة عن هجمات سبتمبر، في وسائل الإعلام والاتصال المحلية والعالمية من صحف وجرائد وانترنت وغيرها، إلا أن عشرات التفاصيل التي تمَّ تداوُلها في البلاد العربية والإسلامية كانت من ذلك النوع الذي يصبُّ في خانة نفي تلك المسؤولية عن أي عربي ومسلم، وتحميلها بدلاً من ذلك لعشرات الأطراف الأخرى.
وكانت المفارقة الكبرى تتمثل في عدم انتباه الكثيرين إلى التناقض بين الروايات التي كان كلٌ منها يهدف إلى تحميل فريقٍ معين المسؤولية، الأمر الذي يشكّكُ في صحة الروايات بأسرها. لكن هذا لم يكن مهماً أبداً، لأن الإنسان العربي والمسلم كان مبرمجاً على موقفٍ عاطفي مُسبق. ولم يكن مهموماً بالبحث عن الرؤية الموضوعية الشاملة بقدر اهتمامه بالبحث عن شواهد وأدلة تبرر أمام نفسه وأمام الآخرين ذلك الموقف العاطفي.
إن التفاصيل والمعلومات الجزئية تصبح سبباً لتشويش الرؤية إذا لم توضع ضمن إطارٍ منهجيٍ أكبر يعمل على غربلة تلك المعلومات ثم تحليلها والربط بينها وفق رؤيةٍ شموليةٍ. وإن هذا التركيز المبالغ فيه على التفاصيل، في مقابل الزُّهد الشديد في البحث عن الرؤية الشمولية، يدلّ على سوء فهمٍ لكيفية الاستفادة من (المعلومات) في هذا العصر الذي يوصف بعصر المعلومات.
وبعد عشرين عاماً من الحدث، يظل التساؤل مطروحاً عن درجة إدراك العرب والمسلمين، وعلى وجه الخصوص منهم المثقفون والإعلاميون وصُنّاعُ القرار لتلك الحقيقة، بدلالة الوقوع المتكرر في فخّ الاختزال والتبسيط لقضاياهم الكبرى مرةً تلو أخرى. لأن المواقف والقرارات الفكرية والثقافية والسياسية التي تنطلق من قراءة التفاصيل مباشرةً، قبل وضعها في سياقٍ حضاريٍ أكثر شمولاً، يظل ممارسةٌ خاطئةٌ استراتيجياً، يغلب عليها أن تؤدي إلى سلسلةٍ من الأخطاء الأخرى على كل صعيد وفي كل مجال.
لقد آن الأوان للخروج من عقلية التبسيط والاختزال والاستعجال في فهم العالم والتعامل معه. ولئن قلنا – تجاوزاً – أن ظروف ما قبل الحادي عشر من سبتمبر كانت تتسامح مع وجود تلك العقلية بشكل أو آخر، فإن متغيرات ما بعد الحادي عشر من سبتمبر لم تعد في وارد ذلك التسامح على الإطلاق. بل إن تلك الأحداث كانت مفرق طريق مصيرياً فيما يتعلق بهذه المسألة على وجه التحديد. فإما أن يتجاوز العرب والمسلمون تدريجياً تلك العقلية، وفي مقدمة صفوفهم أصحاب الرأي والقرار، أو يحكموا على أنفسهم بدورةٍ حضاريةٍ أخرى من الهزيمة على كل صعيد.
النظر إلى أحداث سبتمبر من خلال دورات التدافع والتداول الحضاري
سننظر إلى أحداث سبتمبر من خلال ما يمكن أن نسميه بدورات التدافع والتداول الحضاري بين الحضارات والأمم. وسنبدأ هذه المحاولة بتعريف ما نقصده بدورات التدافع والتداول الحضاري، وذلك بغرض إزالة اللبس الذي يمكن أن يحصل بين استخدامنا لمصطلح (التدافع والتداول الحضاري) وبين مصطلح (صراع الحضارات) الذي تمّ استدعاؤه في الشرق والغرب لرؤية الأحداث من خلاله عند كثيرٍ من الناس.
فنحن هنا نستخدم مصطلحي التدافع والتداول للإشارة إلى إطارٍ مفهومي أساسي يحكمُ العلاقات البشرية بين الشعوب، قد يحمل على بعض مستوياته وفي بعض مجالاته شيئاً من الصراع، ولكنه يحمل أيضاً دلالات كبرى على سياقاتٍ واسعة من التعاون والتلاقي والتفاعل والتلاقح والتأثير الإيجابي المتبادل بين الشعوب التي تنطلق من هوياتٍ حضارية متنوعة.
ذلك أن العلاقات بين الشعوب لايمكن لها أن تنحصر دوماً في مسألة الصراع. هكذا تؤكد لنا شهادة التاريخ من ناحية، وهكذا تؤكد لنا حقيقة (لتعارفوا) الواردة في القرآن كهدفٍ رئيس للوجود البشري على الأرض. وإذا كان البعض يتذكر على الدوام (عدد) الحروب التي جرت في تاريخ البشرية، فإن عليه حتى يمتلك الرؤية الصحيحة أن يتذكر بالمقابل (عدد) السنوات والعقود والقرون التي مرّت على البشرية دون حروب، بينما شعوبُها تتعامل مع بعضها الآخر ثقافياً وتجارياً واقتصادياً، وفنياً وأدبياً وعلمياً. تتعلم من تجاربها المختلفة، وتقيم علاقات متنوعة. تتزاوج، وتسافر، وتتعرف، وتتبادل السلع والخدمات، وتنقل الخبرات والمعارف والأفكار من جانب إلى آخر على هذه الأرض الواسعة. وهي سنواتٌ وعقود ينتج عن تجميعها قرونٌ من التاريخ البشري لا يمكن أن تقارن بفترات الحروب والصراعات.
إن الصراع جزءٌ من الحياة البشرية، ليس في هذا شك. وهذا الكلام لا يهدف إلى الغرق في طوباويات يفقدُ الإنسانُ معها القدرة على التوازن بين المثال والواقع. لكن ذلك الصراع يبقى (جزءاً) من الحياة البشرية كما تُعبّر عنه هذه الكلمة أبلغ تعبير، وليس هو في أي حال (كلَّ) الحياة البشرية ولا (محور) الوجود الإنساني. وإن هذا الأمر ليظهر كما ذكرنا ليس فقط من خلال قراءةٍ متوازنة للتاريخ البشري، وإنما أيضاً من اليقين بأن (التعارف) هو غايةٌ أساسية من غايات وجود الإنسان على هذه الأرض، وأن هذه الغاية مزروعةٌ في أعماق الفطرة الإنسانية بشكلٍ يتجاوز قدرة أحدٍ على تغييره بشكل جذري ونهائي وكامل.
صحيحٌ أن التشويه قد يُصيب هذه الفطرة بسبب الأطماع والشهوات التي تتلبس بشرائح معينة من البشر. وصحيحٌ أن (الصراع) يكون في كثيرٍ من الأحيان النتيجة الطبيعية لذلك التشويه. لكن هذا لا يعني أبداً أن نتعسّف في قراءة التاريخ وفي فهم الفطرة البشرية كليهما، وأن نجعل بالتالي (الصراع) قدراً محتوماً يصبغ ذلك التاريخ وتلك الفطرة على الدوام.
فالحديث إذاً هو في إطار رؤية أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتداعياتها التالية على أنها مرحلة مفصليةٌ في الانتقال بين دورتين (أو مرحلتين) من دورات ومراحل التدافع والتداول الحضاري بين فضائين ثقافيين (أو بين حضارتين إن صحّ التعبير). الأول هو الفضاء الثقافي العربي / الإسلامي، أو ما يُسمّى بالحضارة العربية / الإسلامية، والثاني هو الفضاء الثقافي الأمريكي / الغربي، أو ما يُسمّى بالحضارة الغربية. أي أننا الآن في مرحلةٍ انتقالية من دورةٍ حضارية إلى دورة حضارية أخرى في إطار عملية التدافع والتداول الحضاري تلك، والمطلوب حتى نتقن التعامل مع الدورة القادمة، هو أن نفهم طبيعة وأبعاد الدورة الماضية على الشكل المطلوب.
فماذا نجد إذا نظرنا إلى كلٍ من الفضائين الثقافيين في المرحلة الماضية التي بلغت قمتها مع الحادي عشر من سبتمبر؟
ملامح الفضاء الثقافي الغربي (الحضارة الغربية) في الدورة الحضارية السابقة
ننظر في الفضاء الثقافي الغربي، وخاصة الأمريكي، الذي سبق أحداث سبتمبر، فنجد أنه وصل إلى ذروةٍ عالية من ذُرى التمكّن على هذه الأرض. فمع تتالي الإنجازات العلمية على كل صعيد، ومع انتعاش الاقتصاد، ومع سقوط النظريات المنافسة، ومع انفجار ثورة الاتصالات والمعلومات وسقوط جميع أنواع الحواجز والحدود. بلغت الحضارة الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة درجةً من التمكّن الإنساني المادّي والفعليّ على هذه الأرض لم يسبق لها مثيل بأي مقياسٍ من المقاييس. وبدأت هذه الحضارة تشعر في أعماق أهلها، بدرجاتٍ متفاوتة، بإمكانية (تعميم) ملامحها الذاتية وقوانينها الخاصة على العالم أجمع. وصار التعامل مع هذا الشعور والقدرة على التحكم به، بحيث لا يصبح مصدر (طُغيان) على الشعوب والحضارات الأخرى، قضيةً صعبةً لدى شرائح كبرى من أبناء الحضارة الغربية / الأمريكية.
لكن الأزمة الأخرى التي تصاعدت تدريجياً كانت تكمنُ في التشويه أو الإلغاء الذي لحق بالوحي السماوي كمصدرٍ للمعرفة البشرية يمارس دوره المطلوب على الدوام في (توجيه) و(إعادة توجيه) النشاط والفعل البشريين باستمرار، في وُجهةٍ محددة تتمثل في تحقيق قيم الحق والعدل والخير والحرية والجمال في صورها الشاملة.
وبسببٍ من ذلك التشويه أو الإلغاء، فَقَدَ الوحي قدرته على توجيه (التمكّن) بشكل كلي أو جزئي في الحضارة الغربية وفي مقدمتها الحضارة الأمريكية. وبدأ (الطُّغيان) يصبح عاملاً من عوامل وجود تلك الحضارة. لأن من سنن الوجود البشري أن وجود الوحي مع التمكن يؤدي إلى (إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) (1)، أي إلى تأكيد تحقيق تلك القيم. بينما يؤدي حصول التمكُّن بعيداً عن توجيه الوحي دوماً إلى ظهور الطغيان بصورةٍ من الصور. خاصةً عند الشرائح التي يصبح الجشع وتصبح المطامع والشهوات والقوة والنفوذ والمصالح محوراً أساسياً من محاور وجودها في الحياة. وغنيٌ عن القول إن تلك الشرائح توجد بشكل كبير في مراكز القوى الاقتصادية والصناعية والسياسية أكثر بكثير من غيرها من قطاعات المجتمع الأخرى.
وحيث أن هذه الشرائح ومراكز القوى تتحكم إلى درجةٍ كبيرة في صناعة القرار في الغرب، بحكم طبيعة المنظومة السياسية وتداخلها المعقّد مع المنظومة الاقتصادية والصناعية، فقد صار ذلك (الطغيان) يُعبّرُ عن نفسه بصورةٍ متصاعدة في شكل سياساتٍ خارجية وعالمية أصبحت (تضغط) شيئاً فشيئاً على الحضارات والشعوب الأخرى بشكل مستمرٍ ومتصاعد.
والمشكلة في الأمر هو أن ذلك (الطغيان) لم يبدُ لشعوب الحضارة الغربية على الدوام على أنه طغيان، بنفس الدرجة التي كان يبدو فيها للشعوب الأخرى من الخارج. ذلك أن كثيراً من السياسات، الخارجية على وجه الخصوص، والتي كانت تُعتبرُ (طُغياناً) عند الشعوب النامية، كانت تُقدّمُ للشعوب الغربية على أنها سياسات لابد منها لتأمين المصالح القومية الاستراتيجية لدول الحضارة الغربية، خاصةً في مجالي السياسة والاقتصاد. والحقيقة أن هذا كان صحيحاً إلى درجةٍ كبيرة إذا نظرنا إليه من وجهة نظر صانع القرار الغربي والأمريكي، لكن المأساة كانت تتمثل في افتقاد الحضارة الغربية القدرة على الحفاظ على التوازنات الأخلاقية في لحظات التضارب بين تلك المصالح الاستراتيجية وبين مصير ووجود الشعوب غير الغربية بشكل عام. وما أكثر ما كانت تتكرر تلك اللحظات.
وبسبب عوامل معروفة سياسية واقتصادية وثقافية وجغرافية، راهنة وتاريخية، أصبحت شعوب الحضارة العربية / الإسلامية في مقدمة الشعوب النامية التي تشعر بهذا الضغط المتزايد أكثر من غيرها. ومع ثورة الاتصالات والمعلومات وما رافقها من دعاوى العولمة الاقتصادية والثقافية من جهة، ومع التطورات السياسية والاقتصادية التي جرت في السنوات الأخيرة في البلاد العربية والإسلامية من جهة أخرى، تصاعد ذلك (الشعور) بالضغط في تلك البلاد إلى درجةٍ كانت تُفرز دوماً انفجاراتٍ صغيرة هنا وهناك، لكنها كانت توحي للمراقب الخبير أن هذا الضغط كله لابد أن يتمخّض عن انفجارٍ كبير.
صحيحٌ أن جزءاً كبيراً من الأزمات التي تمسك بخناق البلاد العربية والإسلامية يعود إلى أسباب وعوامل ذاتية وداخلية. وأن الضغط الذي نتحدث عنه ليس العامل الوحيد في معادلة الأزمات تلك، لكن الزاوية الشمولية التي نحاول النظر من خلالها، تفرض علينا تسليط الضوء على هذا العامل في هذا المقام، تماماً كما سنقوم بتسليط الضوء على تلك العوامل الذاتية والداخلية عن الحديث عنها أدناه. لأن الأمر في النهاية يتعلق بمسؤوليةٍ مشتركة بين الحضارات عن الأزمات، المحلية منها والعالمية، وبطريقةٍ لا يمكن معها الفصل بشكل كامل بين الأسباب الذاتية أو الخارجية لتلك الأزمات. وإنما المهم في القضية هو تقدير النسب بشكلٍ دقيق، وتحمُّل المسؤولية بشكلٍ مشترك.
ملامح الفضاء الثقافي العربي والإسلامي (الحضارة العربية الإسلامية) في الدورة الحضارية السابقة
في مقابل تلك الصورة، وعلى الضفة الأخرى من نهر الحضارة الإنسانية، كانت الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تتراكم باضطراد عند شعوب الحضارة العربية والإسلامية خلال الدورة الحضارية الماضية، إلى درجةٍ باتت تُعبّر فيها بقوّةٍ عن مستوى (العجز) الذي أصاب الإنسان العربي والمسلم في تلك الدورة، وهو عجزٌ بلغ قمّته في نفس اللحظة التاريخية التي بلغ فيها الإنسان الغربي قمّةَ تمكُّنه في الأرض.
ولئن كان هذا العجز متعلقاً ظاهرياً بالسياسة والاقتصاد والاجتماع، إلا أنه في حقيقته كان يُعبِّرُ عن (العجز) الفكري والثقافي الذي بدأ يصيبه من تلك اللحظة التي غابت فيها قدرة المسلم على التلقّي من الكتاب الهادي المسطور وعلى الحركة الواعية في أرجاء الكون المُسخّر المنظور. ونحن وإن كنا نُجمل الحديث عن العرب وفيهم غير المسلمين في هذا المقام، فلأن هذا ينبع من إيماننا العميق المبني على الاستقراء، بأن الجزء الأكبر من شخصية هؤلاء إنما ينبع أصلاً من الهوية الحضارية التاريخية العربية / الإسلامية للمنطقة ويصب فيها.
وتبعاً لذلك الشعور العميق بالعجز، بدأ هذا الإنسان يتخبّط في كل اتجاه. ليس فقط على صعيد البحث عن وسائل يتجاوز بها عجزه ويعالج مشكلاته، وإنما أيضاً على صعيد فهمه لأسباب تلك المشكلات وجذورها الحقيقية. وبدلاً من أن يعكف على ذاته ليبحث عن أسباب وجذور مشكلاته في داخله قبل أي شيء آخر، تطبيقاً لهدي الوحي الذي كان يدفع الأنبياء دوماً إلى تلك الممارسة عبر شعارهم الأول والمتكرر في مواجهة الأزمات (إني ظلمت نفسي). بدلاً من ذلك، ركّز ذلك الإنسان بَصَرَهُ نحو الخارج. وعلى وجه التحديد نحو (الآخر) أياً كان، يبحث فيه عن أسباب أزماته. وتعددت بالتالي عنده مستويات ودوائر اللوم على تلك الأزمات بشكلٍ يتناسب طرداً مع طبيعة كل أزمة.
حتى أن من الممكن لنا التأكيد أن متوالية اللوم هذه كانت ولا تزال تسير على الشكل التالي عند كثيرٍ من العرب والمسلمين: يغلب أن تبدأ المتوالية بلوم الآباء والأجداد. فإذا لم تكن المشكلة فيمن ربّاه وأنشأه، فهي في المحيط المباشر من حوله. وإذا لم تكن المشكلة في ذلك المحيط، فهي في الجماعات والمذاهب والفرق الأخرى. وإن لم تكن المشكلة في تلك الجماعات والمذاهب والفرق فهي في المجتمع بشكل عام. وإذا لم تكن المشكلة في المجتمع، فهي في الحاكم والنظام السياسي. وإن لم تكن المشكلة في الحاكم والنظام السياسي فهي في الغرب الصليبي وفي الصهيونية العالمية وفي الاستعمار. وإذا لم تكن المشكلة في هذا كله فهي في الخونة وفي أذناب الغرب من المنافقين المأجورين العملاء. وباختصار، فالمشكلة هي في كل شيءٍ آخر يقع خارج نطاق تلك الذات العربية والإسلامية، وخارج إطار مسؤوليتها المباشرة.
وحيث أن هذا الإنسان يشعر بأنه محكومٌ بشكلٍ أو آخر بالعلاقة مع الوحي، فإنه يبدأ في استحضار ذلك الوحي (انتقائياً)، ويختار منه ما يوافق ذلك الفهم الذي يحصرُ اللوم في الخارج وفي الآخر. ثم يعمل شيئاً فشيئاً على تقطيع الرؤية الكلّية لذلك الوحي، وتجزيئها وتوظيف ما ينتقيه من تلك الأجزاء في سبيل تأكيد متوالية اللوم الخارجية التي تحدثنا عنها. وبحيث ينحصر مثل هذا الإنسان في النهاية في حلقة مُفرَغةٍ ومرعبةٍ من العجز الذي يجري تبرير مشروعيته بالوحي، والذي لا ينتج عنه بالتالي إلا عَجزٌ لاحِق، تضيع معه أي قدرةٍ على الفعل البشري الإرادي الذي يعمل على تغيير الواقع.
لكن أخطر ما في الأمر هو أن العجز شعورٌ هائلٌ مدمِّر. وهو حين لا يُعالج عن طريق استعادة الإيمان بالقدرة على الفعل الذاتي، فإن نهايته تكون دوماً إلى الانتحار. وهذا الانتحار إما أن يكون ذاتياً مقصوراً على النفس، أو يكون انفجارياً على قاعدة (عليّ وعلى أعدائي) المعروفة، وبشكلٍ يُعبّر بقسوة عن ذلك الشوق الكامن في الأعماق للتغيير، والمتداخل مع شعورٍ فظيعٍ بالعجز عن أي طريقةٍ أخرى من طرق التغيير، اللهم فيما سوى التغيير الذي يتمثل في إلغاء هذا الوجود الذي يصعب فيه التغيير بشكل كامل. أي عبر إنهاء وجودك ووجود الآخر كلياً.
ونحن حين نتحدث عن العجز، فإننا نقصد على وجه التحديد العجز عن الفعل الحضاري. وهو الفعل المطلوب للتعامل مع التحديات الموجودة في العالم المعاصر على مستوى الشعوب والحضارات، والمطلوب لتكون الحضارة طرفاً فاعلاً في عمليات التدافع والتداول الحضاري المستمرة. وليس الحديث عن العجز على المستوى الفردي والمعيشي اليومي. فهذا يدخل في باب الروتين الإنساني الفطري الذي يُحرّك الناس لتأمين الحياة في حدّها الأدنى.
إن العجز عن الفعل الحضاري الذي نتكلم عنه هو ذلك الشعور الذي يُحاصرُ الإنسان ويُقنعه بأنه فردٌ من أمةٍ مهزومة بجميع المقاييس. إنه شعور الإنسان الذي يتلفت من حوله فلا يرى إلا ما يُصيبه بالإحباط على كل صعيد في داخل أوطانه. من افتقاد الحرية والكرامة والمشاركة والشفافية والمسؤولية وسيادة القانون، إلى غياب التخطيط العلمي والتنمية الحقيقية والازدهار، إلى طغيان الجهل والفقر والمرض، والفساد، والزيف، والنفاق. حتى إذا ما امتلك ذلك الإنسان القدرة على النظر خارج إطار بلده ومجتمعه تجاه العالم، أَبصرَ واقع التجزئة والفرقة والغدر والتناحر يملأ أرجاء بلاده، ثم رأى قيود التبعية السياسية والاقتصادية والثقافية تحيط بها إحاطة السوار بالمعصم من كل حدبٍ وصوب.
وهذا هو على وجه التحديد الشعور الذي لا ينفع في تخفيف حدّته لا الثّراء على المستوى الفردي ولا الرفاهية على المستوى الشخصي. لأنه شعورٌ أعمقُ بكثير في وُجدان الإنسان العربي والمسلم، من أن تُفلح في معالجته مظاهرُ الاكتفاء اليومي المباشرة. ذلك أن مثل هذه المظاهر ربما تفيد في تغطية بعض الحاجات المادية عند ذلك الإنسان، بل وربما تعمل على تغييب الحاجات النفسية والفكرية الحساسة الأخرى لبعض الوقت، لكنها لا يمكن أن تنفع على المدى الطويل في تلبية متطلبات تلك الحاجات النفسية والفكرية التي تتعلق بقيمة الإنسان على هذه الأرض.
وقد تكون أحداث سبتمبر نفسُها خير شاهد على أن وجود مشاعر العجز، عند من يمتلكون شيئاً من مقومات الثروة الشخصية، ربما يكون عاملاً أساسياً على أن يأتي انفجارُهم أقوى في صخبه وضجيجه من انفجار العاجزين الفقراء، أسامة بن لادن مثالاً. لأن تلك الثروة في ذاتها لا تصبح ذات قيمة على الإطلاق في باب تلبية الحاجات النفسية والفكرية، وإنما تصبح فقط وسيلةً للتعبير عن العجز بشكلٍ أعلى صوتاً وأعظم صخَباً وأكثر ضوضاءً.
إن حقيقة الاجتماع البشري تؤكد أن الإنسان يستمدُّ جزءاً كبيراً من شعوره بقيمته الذاتية في الحياة من خلال إحساسه بقيمة هويته الحضارية في هذا العالم. ومن خلال إحساسه بالمكانة التي تكون للأمة التي ينتمي إليها بين الأمم والشعوب. وكثيراً ما تُظهر الوقائع كيف يمارس الضعيف من أبناء الأمة التي تشعر بالقوة والانتصار ممارسات المنتصرين أمام أبناء الشعوب الأخرى، وكيف يمارس القوي من أبناء الأمة التي تشعر بالهزيمة ممارسات المهزومين أمام الآخرين، وخاصة أمام المنتصرين والأقوياء.
وحين يشعر الإنسان أن قيمة هويته الحضارية تتآكل بشكلٍ كبير. وأن مكانة الأمة والحضارة التي ينتمي إليها تتدهور بصورةٍ متواصلة. وأن (الإنجاز) المنتظر من تلك الهوية ومن هذه الأمة يكاد يكون معدوماً، بينما الشعوب والأمم والحضارات الأخرى تتسابق صُعُداً على طريق التدافع الحضاري، فإنه يفقد الشعور بقيمته الذاتية، ويفقد القدرة على إدراك الكمون الموجود في هويته الحضارية، ويفقد الثقة بأمته، إلى درجة تجعله يغرق في مشاعر العجز الحضاري، وصولاً إلى الانتحار أو الانفجار.
الانفجار الكبير: معانيه ودلالاته
وهذا هو إلى درجةٍ كبيرة ما حصل قبل الحادي عشر من سبتمبر في الفضاء الثقافي العربي الإسلامي. حين وصل الشعور بذلك العجز إلى قمّته القصوى، ودفع شريحةً من شرائح العرب والمسلمين إلى الانفجار بتلك الطريقة التي تمثلت في عمليات الحادي عشر من سبتمبر.
وكما ذكرنا سابقاً، فإن مجرد شعور أعدادٍ وجماعاتٍ من العرب والمسلمين بأنهم يتمنون لو كانوا هم الذين قاموا بتلك العمليات، وإن مجرد إقرار الكثيرين لتلك العمليات وما ترتب عليها من خسائر، يكفينا للحديث عن علاقة العرب والمسلمين بأحداث سبتمبر. بغضّ النظر عمّن فعل العملية على وجه التحديد.
فنحن إذا نظرنا إلى مؤشّر (التمكّن) مصحوباً بـ (الطغيان)، ورأينا كيف كان يتصاعد في الحضارة الغربية، ورأينا كذلك مؤشر (الضغط) مصحوباً بـ (العجز) عن الفعل الحضاري، وكيف كان يتصاعد في الحضارة العربية والإسلامية، ثم فكّرنا في النتيجة الممكنة للعلاقة بين الحضارتين، في عالمٍ ازداد قُرباً واحتكاكاً إلى درجةٍ كبيرة. فسنفهم كيفية حصول هذا الانفجار. وتحليلُ المسألة من تلك الزاوية يؤكدُ أن كل العوامل والعناصر والمكوّنات كانت جاهزةً لحصول الانفجار من الجهتين. ولم يكن متبقياً سوى البحث عن شرارةٍ أياً كانت لحصوله.
لقد كانت عمليات الحادي عشر من سبتمبر تعبيراً عن أزمة كبرى في الحضارة الغربية الأمريكية من جهة، وفي الحضارة العربية الإسلامية من جهة ثانية، وفي طبيعة العلاقة بينهما على وجه التحديد. قبل أن تكون أي شيءٍ آخر. وإن من الضروري النظر إليها وفهمها على هذا الشكل إذا أراد العرب والمسلمون من طرف، وإذا أراد أهل الغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص، من طرفٍ آخر، التعامل معها على الوجه السليم.
فقبل أن تكون هذه العملية عمليةً إرهابية أو عملية انتقام أو عمليةً بطوليةً كما يعتقد البعض ويسميها في الشرق أو في الغرب. يمكن القول بأنها تعبيرٌ عن تبلور أزمةٍ إنسانيةٍ حضاريةٍ شاملة. وهي من أوضح التجلّيات لحقيقة وصول الأزمة في كلٍ من الحضارتين إلى قمّتها الكبرى. ولهذا فإنها لا تتعلق بطرفٍ دون آخر. ولم تحدث بسبب حضارةٍ دون أخرى. ولن تقتصر نتائجها ومستتبعاتها على مكانٍ دون آخر في هذا العالم.
من هنا، فإن محاولة فهم الأحداث، ثم التعامل معها، من خلال إلقاء التبعة حصرياً على حضارةٍ من الحضارتين، لن يؤدي إلا إلى المزيد من الأزمات. بينما يمكن للأحداث أن تصبح، إذا تمّ النظر إليها من تلك الزاوية، فرصةً حقيقيةً نادرة لتجاوز المأزق الحضاري العالمي الذي وصل إلى قمّته في سبتمبر من عام 2001م.
- تربط الآية في سورة الحج {ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنكَر}ِ
موضوع التمكين في الأرض بضرورة استخدامه لتأكيد قيمٍ إنسانيةٍ عُليا، باعتبار أن هذه الممارسة هي التي تميز الفرد والمجموعة البشرية حين يتعلق الأمر بالطغيان في الأرض. بالمقابل، يصف القرآن فرعون بصفة الطغيان في مقام دعوة النبي موسى لمواجهته بالحقيقة {اذهب إلى فرعون إنه طغى}، ويشرح مداخل الطغيان المذكور في أكثر من آية {إن فرعون علا في الأرض} {واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق}.
د. وائل مرزا
رئيس التحرير والمشرف العام على موقع معهد العالم للدراسات.
مواد أخرى لـ د. وائل مرزا
اترك تعليق*
* إرسال التعليق يعني موافقة القارئ على شروط الاستخدام التالية:
- لهيئة التحرير الحق في اختصار التعليق أو عدم نشره، وهذا الشرط يسري بشكل خاص على التعليقات التي تتضمن إساءة إلى الأشخاص أو تعبيرات عنصرية أو التعليقات غير الموضوعية وتلك التي لا تتعلق بالموضوع المُعلق عليه أو تلك المكتوبة بلهجة عامية أو لغة أجنبية غير اللغة العربية.
- التعليقات المتكوبة بأسماء رمزية أو بأسماء غير حقيقية سوف لا يتم نشرها.
- يرجى عدم وضع أرقام هواتف لأن التعليقات ستكون متاحة على محرك البحث غوغل وغيره من محركات البحث.