كما أدى تدهور العلاقة بين النخب الحاكمة والسنة قبل حكم الأسد - أي بين ١٩٦٣ و ١٩٧٠- إلى تولد استراتيجية قمعية مفرطة بهدف السيطرة على الساحة الإسلامية المحلية. ولكن مع مجيء حافظ الأسد عام ١٩٧٠، أصبح هناك مجالٌ صغير للتغيير. رفضت المؤسسة الإسلامية السنية سعي اﻷسد إلى إعادة صياغة سياسات الدولة المُتعلقة بالإسلام، وأحبطت هذه المقاطعة آمال حافظ الأسد الذي توجه بدوره نحو الإسلام الصوفي والشيعي باحثاً عن أشكال ممكنة من التعاون.
وبينما حافظت معظم الطرق الصوفية على مسافة مع النظام، رحبت الطريقة النقشبندية[1] بهذه الفرصة الفريدة للدخول في المشهد السياسي والديني. فقد كان للتعاون مع الطريقة الكفتارية التابعة لمفتي سوريا العام الشيخ أحمد كفتارو إضافةٌ كبيرة للإسلام الصوفي، وهو ما أعطاه حضوراً كبيراً في السياسات الدينية للدولة. كما وجدت الطريقة الصوفية النقشبندية الثانية التي تزعمها الشيخ محمد الخزنوي في الجزيرة السورية لنفسها مثل هذا الحضور، ولكن بدرجةٍ أقل. كما أصبحت الطائفة الشيعية قوةً دينية أخرى بعد دخول ممثلي الطائفة الشيعية الإثنى عشرية عبر الدول في المشهد المحلي السوري، مثل دولة إيران والأب الروحي لحزب الله، آية الله محمد حسين فضل الله المقيم في بيروت.