هل لا بدّ من العلمنة؟

تساءل جوزيه كازانوفا (José Casanova) عام (1994): «مَن الذي لا زال يؤمن بأسطورة العلمانيّة؟» (كازانوفا، الأديان العامّة في العالَم الحديث، ص 25). ورغم أنّها عشرون سنة ونيف الآن، إلّا أنّ السؤال ما زال قائماً وملحًّا وبحاجة إلى إعادة تفكير. وإعادة التفكير في العلمانيّة تعني أن نقاربها كشيءٍ قائم في الممارسات والأعمال والسياسات التي نسمّيها «علمانيّة».
[هذه هي المادّة الأولى من ملف ينشره معهد العالم عن الإسلام السياسيّ بعد الرّبيع العربيّ، والذي سيتواصل نشره على مدار الأسابيع القادمة]
ترجمة: طارق عثمان

ملخص

يتناول هذا البحث أعمال البروفيسور طلال أسد الأنثروبولوجية بالغة الأثر حول الإسلام والعلمانوية والعلماني. وأحاجج عن أن ثنائية "غربي-غير غربي" والتي هي ثنائية تأسيسية بالنسبة لأسد، والغياب النسبي للإثنوجرافيا في أعماله، والطبيعة المتمركزة حول الدولة لمقاربته للعلمانوية والعلماني، كل ذلك قد أدى إلى مأزق أنثروبولوجي، حيث غدت مفهمة اشتباك المسلمين الذين يعيشون في سياقات "غربية" علمانية وليبرالية مع العلماني أمرا عسيرا.