الهوية الكردية: من التهميش إلى التمكين

20 أيلول/سبتمبر 2017
 
ترجمة: صلاح الدين الملوحي.

تضيف المسألة الكردية بُعداً إشكالياً لمعضلة الهوية التي تفجرت مع الانتفاضة السورية، حيث قدّمت الأخيرة –على نحو متوقع- مروحةً من الفرص لأكراد سوريا لتحقيق أهدافهم التي تتراوح ما بين المعتدلة والجذرية. وكغيرهم من مكونات المجتمع السوري، لم ينتج الأكراد حالة متجانسة ولم يصادقوا على برنامج سياسي موحد، وكانوا عرضةً لعملية مستمرة من الانقسام، ويبدو -على ضوء ذلك- أن الهوية الكردية قد تعرضت لعملية إعادة إنتاج عنيفة من قبل أصحاب مشاريع سياسية ولاعبين حكوميين وغير حكوميين وظّفوا رساميل مادية ورمزية لصياغةِ هويةٍ من شأنها المساعدة على فرض سيطرتهم.
تحلل هذه الورقة الجوانب المختلفة لهذه العملية خلال السنتين الأوليتين من الانتفاضة، حيث يختبر القسم الأول دور النظام السوري والسياسيين الأكراد في إعادة إنتاج الهوية الكردية من الأعلى، ويتبع ذلك دراسة مدى إسهام وانخراط اللاعبين الخارجيين الحكوميين وغير الحكوميين (أعني هؤلاء الذين في تركيا والعراق) في إعادة إنتاج الهوية الكردية، بينما يدرس القسم الثاني دورَ الخصائص الرمزية في إعادة تشكيل الهوية الكردية وفي تأجيج الصدامات الهوياتية ضمن مقاربة تبدأ من المستويات الأدنى فالأعلى. اعتمدت هذه الورقة على عمل ميداني أنجزته الباحثة في سوريا في عامي 2012 و2013.   
 
خطاباتٌ من الأعلى: النظام السوري يتودد إلى الأكراد
 
سعى النظام السوري المضطرب وراء تثبيط المكون الكردي عن الالتحاق بالانتفاضة، لذلك حاول النظام ومنذ بدء الثورة استمالةَ الأكراد وزرع الثقة به في أوساطهم من خلال غضه الطرف عن كافة الأنشطة الثورية في الجيوب الكردية وسماحه للأكراد المعارضين بالعمل في مناطقهم دون ملاحقة، حيث قابلتِ الباحثةُ العديدَ من الأكراد المعارضين للأسد الذين أكدوا لها اطلاع ومعرفة مخابرات النظام بالأنشطة المناهضة للأسد والتي كانت تحصل في المناطق الكردية خلال الأيام الأولى للانتفاضة، وذهابها نحو تجاهل هذه الأنشطة.
ووفقاً للشاب الكردي ذي الـ 26 ربيعاً "هامبر" المعارض للأسد والمقيم بالقامشلي، فإنه "خلال الأشهر الأولى من الانتفاضة كنا نحن الشباب الكرد نخرج بمظاهرات رافعين الأعلام الثورية ومرددين الشعارات المناهضة للأسد أمام أجهزة أمن النظام التي تجاهلتنا كلياً لدرجة أن ما من رصاصة واحدة أطلقت ضدنا".[1]
اعتمد نظام الأسد في الأساس سياسة الاحتواء في العلاقة مع الأكراد، فقد منحت الحكومة كخطوة أولى وبعد شهر واحد فقط على اندلاع الانتفاضة الجنسيةَ لآلاف الأكراد في شمال سوريا بعد أن كانوا محرومين منها لعقود.[2] أعقبَ ذلك تطورٌ ثانٍ أكثرُ أهمية؛ إذ أقدم النظام على تشكيل تحالف غير مباشر مع فاعل كردي أساسي هو حزب الاتحاد الديموقراطي أو ما يعرف اختصاراً بـ "بي واي دي" وفقاً لتسميته الكردية.[3]
وتبعاً لهذا التحالف أتمت قوات الأسد انسحابها الكلي من المناطق الكردية في تموز/يوليو 2012، ومنحت الأكراد -منذ ذلك التاريخ فصاعداً- شبهَ حكمٍ ذاتيّ؛ اذ سُمح لحزب الاتحاد الديموقراطي ملء الفراغين الأمني والسياسي، الأمر الذي نتج عنه تعزيز قوة الاتحاد الديموقراطي على حساب بقية الفاعلين.[4]
كان منطق النظام يهدف من وراء اتباعه استراتيجية الواقعية السياسية إلى تحقيق أمرين؛
في المقام الأول تأتي رغبة النظام باحتواء التهديد الكردي وتليها في المقام الثاني محاولة النظام تفتيت المعارضة وتشظيتها عبر التحالف مع أحد الفاعلين باعتبار ذلك خطوة من شأنها تشجيع الانقسامات ونمو الفصائل ليس بين الأكراد أنفسهم فحسب بل بين الأكراد والعرب أيضاً. 
فضلاً عن ذلك فإن تحدي تركيا يعدّ بمثابة محفز آخر دفعَ النظام لتمكين حزب الاتحاد الديموقراطي الذي بات ناشطاً عبر الحدود الجنوبية لتركيا التي يمثل لها حزب الاتحاد تهديداً مزمناً.
وهكذا تلاعب خطاب النظام بالهوية الكردية واضعاً إياها في مواجهة مع الهوية العربية، مؤججاً بذلك صراع الهويات وفق نهج يبدأ من الأعلى وينتهي بالأسفل.  
وكما ستجادل الأجزاء التالية فإن خطاب النظام تداخل مع خطابات الفاعلين السياسيين الأكراد ومع الخطابات على مستوى القاعدة الشعبية في إعادة رسم الحدود العرقية بين الجماعتين؛ العربية والكردية.
 
محاولات الفاعلين السياسيين الأكراد لإعادة إنتاج الهوية الكردية
 
برز مع توسع الانتفاضة ثلاثة فاعلين سعوا لتحصيل موطئ قدم في المشهد السياسي الكردي، فيما اختلفت مستويات نفوذهم تبعاً لعوامل اقتصادية واجتماعية وجغرافية، وانشغل كل واحدٍ منهم للترويج لنسخة مختلفة عن الهوية الكردية وذلك عبر العمل على استثمار المقومات المادية والرمزية.
ويمكن حصر هؤلاء الفاعلين بـ:
1-حزب الاتحاد الديموقراطي وهو الفرع السوري من حزب العمال الكردستاني المعروف اختصاراً بـ بي كي كي.
 2-المجلس الوطني الكردي وهو ائتلاف من أحزاب يسارية كردية.
 3-اتحاد لجان الشباب الكرد في سوريا وهي مظلة معارضة تجمع حركات شبابية ثورية كردية. 
ويشكل -في الحقيقة- الفاعلين الأول والثاني ما يمكن تسميته بالحرس القديم للمعارضة الكردية، بينما يمثل اتحاد لجان الشباب الكرد ما تطلق عليه هذه الورقة اسم الحرس الجديد للمعارضة العلمانية السورية.
تجادل هذه الورقة بأن جميع هؤلاء الفاعلين لعبوا أدواراً محورية في إعادة إنتاج الهوية الكردية من الأعلى.
 
حزب الاتحاد الديموقراطي: الهيمنة الطارئة
 
على الرغم من أن سياسات النظام السوري تجاه حزب الاتحاد الديموقراطي حرمت الأخير من صفة الشرعية في عيون الكثير من العرب السوريين وبعض الكرد، إلا أن الحزب نجح مع ذلك في ترسيخ نفسه بصفته "أقوى فاعل كردي".[5]
تأسس حزب الاتحاد الديموقراطي في عام 2003 من قبل أعضاء سوريين يعملون ضمن ميليشيات حزب العمال الكردستاني في منطقة جبل قنديل شمالي العراق، لذلك ارتبط الحزب أيديولوجياً وعسكرياً بحزب العمال الكردستاني[6]، وأعطى الأولوية لانتمائه إلى كردستان على حساب الوطن السوري، ونافح عن فكرة تأسيس "كردستان الغربية" (في إشارة إلى الجيب الكردي في شمال شرق سوريا) كإقليم يتمتع بحكم ذاتي ضمن هيكل اتحادي، حيث ينص دستور الحزب على تمسكه "بالفدرلة بصفتها الحل الأنسب للأكراد في كردستان الغربية".[7]
لكن دستور الحزب يرفض انفصال الإقليم ويؤكد على ضرورة وجود كردستان الغربية ضمن "سوريا حرة ديموقراطية".  
 
ضمن هذا السياق أعطى صالح مسلم (رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي منذ عام 2010) موجزاً عاماً لوجهة نظر الحزب المتعلقة بالانفصال عن الدولة السورية: "يؤمن حزب الاتحاد الديموقراطي بأن المناطق الكردية جزءاً من سوريا الكبرى، ومن هنا فإننا نسعى للتعاون مع شركائنا في هذا البلد لتأسيس نظام ديموقراطي يتمتع فيه الأكراد بحقوقهم. نحن لا نسعى وراء الانفصال لكننا عازمون على إدارة شؤوننا بأنفسنا".[8]
رغم ذلك يرى الخبراء بأن العلاقات المتينة بين حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديموقراطي تثبت الطموحات الانفصالية للأخير لاسيما وأن الحزب متهمٌ بتقديمه تعريفاً غامضاً لمفهوم الحكم الذاتي.[9]
يضاف إلى ذلك مشاركة الحزب العلنية لأيديولوجية حزب العمال الكردستاني وترديده العبارات السياسية حول "الحكم الذاتي الديموقراطي" الخاصة بالأخير، كما ويتفق الحزبان على هدف مشترك بإنتاج هوية عابرة للحدود تنتمي لكردستان وليس للدولة السورية.[10]
ولصياغة مثل هذه الهوية سعى حزب الاتحاد الديموقراطي منذ الأيام الأولى للانتفاضة إلى تأسيس سلطة مكونة من ثلاثة أركان؛ السلاح والمال والقاعدة المؤيدة، وفي الحقيقة أكّد مراقبون على الأرض بأن حزب الاتحاد الديموقراطي قد نجح بتأسيس هذه السلطة الثلاثية الأركان بفضل الدعم اللوجستي الذي قدمه النظام السوري والتمويل الذي وفره للاتحاد حزبُ العمال الكردستاني.[11]
تقع وحدات حماية الشعب في رأس هذا المثلث، وهي بمثابة الجناح شبه العسكري للحزب وتتكون من مقاتلين مدربين جيداً يبلغ عددهم حوالي 10 آلاف مقاتل، معظمهم مقاتلون سابقون في صفوف حزب العمال الكردستاني يتحدرون من أصل سوري وسبق أنْ دخلوا الأراضي السورية من الجوار التركي.
ملأت وحدات حماية الشعب الفراغ الذي خلّفته وراءَها قواتُ النظام[12]، وتُعدُّ هذه الوحدات الميليشيا الأقوى العاملة في المناطق الكردية، ويمكن اختصار مهمتها الأساسية بحفظ أمن مناطق الأكراد وحماية الحدود مع العراق وتركيا والأهم من ذلك إحباط محاولات المنافسين لتولي السلطة إلى درجة جعلت من وحدات حماية الشعب جهةً فاقدة للشرعية في عيون الكثير من السوريين العرب والبعض من الأكراد وباتوا ينظرون لها بصفتها وكيلة عن النظام.[13]
بموازاة هذه القوة العسكرية، أنشأ حزبُ الاتحاد الديموقراطي مجلسَ الشعب لغرب كردستان الذي يعدُّ هيئةً مؤسسية تُوصل الخدمات الاجتماعية للمناطق الكردية وتقدم المساعدات الإنسانية للمحتاجين إليها.
كما أسس مجلسُ الشعب لغرب كردستان مدارسَ ومراكزَ معنيةً بتدريس اللغة الكردية وباستعادة الأسماء الكردية القديمة للقرى والمدن والبلدات في المناطق الكردية السورية.[14]
وبكلمات أخرى فإن المهمة الرئيسة لمجلس الشعب لغرب كردستان هي تثبيت الهوية الكردية للمناطق الكردية في سوريا، ولقد أكّد كثيرٌ من الأكراد السوريين الذين قابلتهم الباحثة بأنّ مجلس الشعب لغرب كردستان قد وسّعَ القاعدة المؤيدة لحزب الاتحاد الديموقراطي ولبّى بكفاءة حاجةَ الناس بعد أن غابت مؤسسات الدولة.
وكما لخّص سوريٌّ كرديٌّ من الدرباسية ببلاغةٍ المشهدَ فإن "مجلس الشعب لغرب كردستان يتعامل بنجاح مع الحاجات اليومية وذلك بتقديم المواد الضرورية كالوقود والغاز والطحين للشعب الكردي وخصوصاً في المناطق النائية. وعلى الرغم من عدم اتفاقي مع منطق حزب الاتحاد الديموقراطي إلا أنه من الناحية العملية نجح في إدارة الشؤون الكردية خلال الظروف الصعبة للانتفاضة، وإذا ما حصلت انتخابات في صفوف الأكراد الآن فإن أؤكد لك فوزَ حزب الاتحاد الديموقراطي بنسبة 100% من الأصوات".[15]  
وعليه، ومن خلال هذه البنية المادية التي تتكون من أعمال خيرية وجناح عسكري استطاع حزب الاتحاد الديموقراطي ضمان الركن الثالث من مثلث قوته: القاعدة المؤيدة.
وتشكل المستويات الدنيا من الطبقة الوسطى والمناطق الريفية مثل جرابلس وديريك (الأخيرة في محافظة الحسكة) الجزء الأكبر من هذه القاعدة المؤيدة.[16]
في ظل هذا السياق يبدو أن المعضلة الأمنية تتفاعل مع الخطابات الموجهة من الأعلى في مسار إعادة إنتاج الهوية الكردية، اذ سُجِّلتْ مواجهات عربية كردية لعدة أسابيع في كانون الثاني/يناير 2013 في بلدة رأس العين (سري كانيه بالكردية) على الحدود التركية عندما داهمت ميليشيا مرتبطة بجبهة النصرة البلدةَ وقتلت عدة عناصر من وحدات حماية الشعب، وأفادت تقارير بأن ميليشيات جهادية شنت هجوماً ضد وحدات حماية الشعب منذ أن تم النظر إليها كوكيلة عن النظام، ثم تصاعد القتال بشكل سريع مع توافد المزيد من الميليشيات الجهادية عبر الحدود مع تركيا[17]، وعلى الرغم من إعلان وقف إطلاق النار لعدة أسابيع إلا أن التوترات بين الطرفين بقيت بوتيرة عالية.
وكنتيجة لذلك وبعد تصاعد المواجهات وانتشار الخوف والفوضى في البلدات الكردية، تجدد عند الأخيرة شعور الامتنان تجاه الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي الذي حمى هذه البلدات من جيرانها العرب[18]. وبدا أن المواجهات قد رسخت الهوية الكردية وعزّزت شعبيةَ حزب الاتحاد الديموقراطي.
لخّص الصحفي الكردي السوري سردار من سري كانيه (رأس العين) الآثار المترتبة من هذه المواجهات على الكرد قائلاً: "منحت المواجهاتُ حزبَ الاتحاد الديموقراطي دوراً بطولياً وأدرك العديد من الأكراد بأن الحزب قد حماهم من الميليشيات العربية الراديكالية، وعليه فقد أصبح بمنزلة المنقذ لوجودهم في ظل الفوضى والأوضاع غير الآمنة التي يعيشونها والمرشحة للاستمرار في حقبة ما بعد الأسد. قبيل المواجهات لم يكن حزب الاتحاد الديموقراطي يحظى بالشعبية بين سكان رأس العين (سري كانيه) الذين كانوا ميالين أكثر نحو المجلس الوطني الكردي، لكن الآن، يدعمه جميعُ مَنْ في البلدة، لأن الحزب في نظرهم يدافع عنهم ويلبي حاجاتهم اليومية، فهو يمنحهم الأمن والخبز".[19]   
 
مقر إقامة بعض مقاتلي الحزب داخل سوريا
 
في الحقيقة لقد قام حزب الاتحاد الديموقراطي برفد خطابه وأنشطته بمضامين كردية عميقة كما تلاعبَ برموز خاصة بالتاريخ الكردي لأجل تعزيز الهوية الكردية وفق تكتيك يبدأ من الأعلى وينتهي بالأسفل. 
من ذلك على سبيل المثال بورتريهات وصور مؤسس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان (أيقونة القومية الكردية) التي تظهر باستمرار في التجمعات الحاشدة التي ينظمها حزب الاتحاد الديموقراطي، ومحتوى اللافتات التي تكون في الغالب الأعم مكتوبةً بالكردية.
كما استثمر حزب الاتحاد الديموقراطي في تجمعاته الجماهيرية ميزاتٍ أخرى للرموز الكردية كالعادات والأعراف التقليدية والموسيقى. علاوةً على ذلك فإن الأعلام الكردية وأعلام الحزب وحدها التي يُلوح بها بينما لم يتم الاعتراف بعلم الثورة.[20] 
وبذلك بدا أسلوب عمل حزب الاتحاد الديموقراطي متسقاً مع جدول أعماله دون أن يترافق ذلك مع اهتمامٍ بالانتفاضة التي عمّت سوريا.
ومن الأمور الحيوية التي ركز عليها حزب الاتحاد الديموقراطي، تأسيسه لأدوات تواصل خاصة به للترويج لرؤيته، فللحزب مثلاً موقع إلكتروني ينشر أخباراً ومقالات معنيةً بالشؤون الكردية في سوريا ويعتمد خطاباً لتشجيع الهوية الكردية مثل الإشارة إلى المناطق الكردية في سوريا بـ "غرب كردستان" مع إغفال أي ذكر لسوريا. كما يُظهر موقع الحزب الإلكتروني –تحت عنوان فرعي "صورٌ من كردستان"- صوراً لمشاهد طبيعية التقطت في بعض المناطق الكردية داخل سوريا.[21]
وأنشأ الحزب لنفسه أيضاً صفحةً على الفيس بوك لديها 18700 عضواً ينشر الحزب عبرها أخبارَه، وأنشأ قناة على اليوتيوب يرفع عبرها بشكل منتظم فيديوهات عن أنشطته.[22]  
 
المجلس الوطني الكردي: هشاشة وانقسام؟
 
يعد المجلس الوطني الكردي بمثابة مظلة لتجمعاتٍ معارِضة. تأسسَ في أربيل العراق تحت رعاية مسعود البارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان. يتكون المجلس الوطني الكردي من 16 حزباً كردياً ينتمي إلى الحرس القديم ويهيمن عليه سياسيون مرتبطون بالحزب الديموقراطي الكردستاني الذي هو حزب البارزاني.[23]
وعلى الرغم من كون حزب الاتحاد الديموقراطي خصمَه الوحيد، إلا أن فرصه محدودة وذلك بسبب تفشي الانقسامات والفصائلية وسط أعضائه حول مسائل تأسيسية كالأيديولوجيا وإطار العمل. فضلاً عن ذلك فإن صراعات النفوذ والعداوات الشخصية قد أعاقت المجلس الوطني الكردي عن تحقيق أهدافه.[24] 
سعى المجلس الوطني الكردي أساساً وراء إنتاج هوية معتمدة على الشعور الوطني الكردي وتحقيق درجة أكثر تقدماً من الحكم الذاتي للشعب الكردي وذلك في سياق انتماء عابر للحدود. لكنه بخلاف حزب الاتحاد الديموقراطي، نافح عن سياسة التكامل ضمن سوريا ما بعد الأسد، وكثيراً ما عبر المجلس في خطابه عن الارتباط بالدولة السورية.
وتبرز وجهة النظر هذه جلية في مقتطف موجز من دليل عمل المجلس السياسي:
"يواصل الشعب السوري مساره الثوري السلمي الملحمي الهادف للقضاء على السلطة الاستبدادية وبناء دولة تعددية ديموقراطية تعدّ بمنزلة وطن لجميع السوريين بغض النظر عن أديانهم وعرقياتهم وطوائفهم، ويشكل الشعب الكردي في سوريا أحد مكونات الشعب السوري وعنصراً أساسياً وأصيلاً للبلاد. وعليه فإن المجلس الوطني الكردي يدعو لإنهاء السياسات والقوانين التمييزية بما في ذلك حظر استخدام اللغة الكردية ومنع تأسيس المدارس الكردية، كما يدعو المجلس لاعتماد مبدأ اللامركزية السياسية مع الإبقاء على وحدة الكيان الإقليمي لسوريا".[25]
لكن يبقى هذا الرأي بمثابة ترسيم غامض لمفهوم المجلس الوطني الكردي عن مبدأ اللامركزية.
يهدف المجلس الوطني الكردي في الواقع إلى إعادة إنتاج الهوية الكردية بالتركيز على أهمية العناصر الكردية وباستخدام رموز وأساطير التاريخ الكردي. فعلى سبيل المثال خصّص الموقع الإلكتروني للمجلس الوطني الكردي ركناً خاصاً لقصص الأبطال الوطنيين للكرد تحت عنوان "كي لاننسى".[26]  
وثمة بالموقع أيضاً ركن معنون بـ "شخصية اليوم"[27]وزاوية بعنوان "يومٌ في التاريخ" مخصصة لاستحضار ذكرى أحداث مهمة في التاريخ الكردي.
يضاف إلى ذلك أن المجلس الوطني الكردي يرفع غالباً الأعلام الكردية والأعلام الحزبية جنباً إلى جنب مع صور البارزاني وغيره من الوطنيين الأكراد، بينما نادراً ما يلوح أعضاء من المجلس بعلم الثورة.
 
احتفال المجلس الوطني الكردي في مدينة القامشلي بيوم ميلاد مصطفى البارزاني - 2015
 
لكن الأمر الأكثر أهميةً هو أنه على الرغم من تشكل المجلس الوطني الكردي في الأشهر الأولى من الانتفاضة وسعيه الجدي لكسب الزخم إلا أنه لم يستطع تأمين موطئ قدم صلب له في مواجهة حزب الاتحاد الديموقراطي ناهيك عن ضعف كوادره العسكرية مقارنةً بما لدى حزب الاتحاد الديموقراطي، حيث يفتقد المجلس الوطني الكردي في المقام الأول إلى وجود عسكري مكافئ لوحدات حماية الشعب.
وعلى الرغم من تدريب الحزب الديموقراطي الكردستاني لآلاف من مقاتلي المجلس الوطني الكردي إلا أن هؤلاء كانوا بشكل رئيسي منشقين أكراد عن الجيش السوري تواجدوا عند حكومة إقليم كردستان وليس في المناطق السوري الكردية، وعمل قسم قليل جداً منهم في الأراضي السورية لكن بقي حضورهم العسكري -على عكس وحدات حماية الشعب- هشاً ومتواضعاً.[28]
ويأتي النطاق المنخفض للشبكة الخيرية الخاصة بالمجلس الوطني الكردي في المقام الثاني كسبب يفسر تواضع مكانة المجلس في المشهد الكردي، وهي شبكة معنية بتقديم خدمات اجتماعية للشعب الكردي مثل توزيع السلل الغذائية للمحتاجين، اذ تُظهر هذه الشبكة التي تنشط بشكل أساسي في المناطق الحضرية ضَعفَ فعّالية المجلس حسب تأكيد ناشطٍ كردي تابعٍ للمجلس الوطني الكردي: "خدمات المجلس الاجتماعية غير كفؤة ولا يمكن مقارنتها بما لدى حزب الاتحاد الديموقراطي، ذلك أن المجلس يفتقد -بخلاف حزب الاتحاد- للتمويل والقدرات اللوجستية اللازمة لإيصال خدماته".[29]   
وفي السياق ذاته يمكن القول بأن المجلس الوطني الكردي بدا وكأنه استطاع تشكيل عقد اجتماعي مع طبقة معينة من المكون الكردي وهي الطبقات الوسطى الحضرية في عامودا بمحافظة الحسكة وعين العرب(كوباني) بمحافظة حلب، وعليه فقد عجز المجلس الوطني الكردي –على عكس حزب الاتحاد الديموقراطي- في حشد الطبقات الدنيا في المناطق الريفية والنائية.[30]
 
اتحاد لجان الشباب الكرد في سوريا، الحرس الجديد للمعارضة الكردية:
مَواطِن الضعف ونُدرة الفرص
 
تشكّلَ اتحادُ لجان الشباب الكرد في سوريا بعد أسابيع قليلة من الانتفاضة من قبل شباب كردي معني بالسياسة عمل تحت مظلة لجان التنسيق المحلية التي تعد بدورها بمثابة قوة محورية في الانتفاضة مكونة من مجموعات شبابية نظمت نفسها عبر وسائل التواصل الاجتماعية.[31] 
سعى اتحاد لجان الشباب الكرد أساساً وراء تطوير هوية مدنية تستند إلى حقوق المواطنة، وهو ما يتعارض بشدة مع الطموحات الانفصالية، وشدّد اتحاد اللجان على أهمية الارتباط بالدولة السورية.
يؤمن اتحاد اللجان وفقاً لبيانه الرسمي بأن:
"لا ينازع الانتماءُ القومي الكردي الانتماءَ الوطني السوري، وإنما يتداخلان معاً. إننا في اتحاد اللجان نحترم كافة مكونات المجتمع السوري (...). يعد الشعب الكردي مكوناً رئيسياً لسوريا، لذلك عليه إنجاز حقوقه السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية. ينبغي أن تعتبر اللغة الكردية لغةً أولى في سورية أسوةً بالعربية، وينبغي تحديد نظام الحكم في المناطق التي يتواجد فيها الأكراد ضمن حدود الدولة السورية عبر استفتاء شعبي يُجرى لقاطني هذه المناطق".[32]   
في الحقيقة يمثل أعضاءُ اتحادِ لجان الشباب الكرد الحرسَ الجديد في المعارضة الكردية، فهم شباب علماني مثقف ومن الطبقة الوسطى تتراوح أعمارهم بين الـ19 والـ30 عاماً، ومعظمهم طلاب جامعات، وعليه فإنهم كانوا غير مقيمين قبل الانتفاضة في الجيوب الكردية.
وعلى الرغم من تواجد الجامعات الحكومية الرئيسية في دمشق وحلب وحمص واللاذقية ودير الزور إلا أن بعض الأقسام الجامعية المهمة موجودة فقط في جامعة دمشق، يضاف إلى ذلك أن الجامعات الخاصة التي نمت بسرعة في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في سوريا؛ يتواجد معظمها في أرياف وضواحي العاصمة دمشق وتهيمن عليها نخبة المناطق الحضرية التي هي في الغالب الأعم من العرب. وعليه فقد اضطر الشباب الكرد للانتقال إلى مدن أخرى وبشكل رئيسي دمشق وحمص وحلب لمتابعة دراساتهم، ونتيجة لذلك فقد أصبح هؤلاء الشباب أكثر اندماجاً مع العرب السوريين من مجايليهم الأقل تعليماً والذين بقوا في الجيوب الكردية، بل أصبحوا أكثر اندماجاً مع العرب السوريين من الجيل الأقدم.
لقد عاد هؤلاء الشباب إلى مدنهم وقراهم بعد اندلاع الانتفاضة حيث حاولوا إنشاء روابط بين الحركات الكردية في مناطقهم وبين مجموعات شبابية أخرى في المناطق العربية معززين بذلك العلاقات العربية الكردية ونمو الوطنية السورية.[33]
فعلى سبيل المثال، يشدِّد طالبُ طبٍّ بجامعة دمشق عمره 25 سنة وينشط ضمن اتحاد لجان الشباب الكرد على ارتباطه بالدولة السورية، وعندما سُئل عمّا إذا كان يعتبر نفسَه سورياً كردياً أم كردياً سورياً، أجاب فوراً:
"لقد طُلب مني دائماً الإجابة على هذا السؤال، لكني أراه سؤالاً بلا معنى. إنه كما لو أنكِ تسألينني من أحِبُّ أكثر، أمي أم أيي؟ أنا سوري وأنا كردي، لماذا يتوجب علي الاختيار أيّ الانتماءين يأتي أولاً؟".[34] 
شاب كردي آخر لكنه مستقل التقته مجموعة الأزمات الدولية وأفصح لها عن وجهة نظره:
"توجد دولة اسمها سوريا، ونحن كشباب كرد جزءٌ منها. أنا كردي وسوري في ذات الوقت، وأشعر بالقرب من السوري العربي من نفس عمري بأكثرَ ممّا أشعرُ نحو العراقي الكردي. الحل الذي أراه في سوريا هو دولة علمانية وديموقراطية تعترف بهويتي ككردي. أرى مستقبلي مع سوريا وليس مع البارزاني".[35]    
لكن ومن جانب آخر أعرب بعض الشباب الثوري من أصل عربي عن شكوكهم إزاء موافقة اتحاد لجان الشباب الكرد على العناصر الرمزية الكردية كالعلم الكردي أو الغرافيتي المكتوب بالكردية.
وعلى سبيل المثال حرم بعض الشباب الكردي من منطقة البرزة من قبل زملائهم العرب خلال مظاهرة مناهضة للنظام في منطقة اللوان في ضواحي دمشق (حضرتها الباحثة)، من رفع العلم الكردي، ما دفع الشبان الكرد إلى إظهار غضبهم والانسحاب من المظاهرة.[36]
وعليه يمكن القول إن الجيل الجديد من الأكراد والجيل الجديد من العرب لا يشكلان معاً صفاً معارِضاً صلباً. لكن الجيل الجديد من المعارضة الكردية كان مصمماً على إظهار دعمه للثورة القائمة على مستوى البلاد. من ذلك مثلاً إطلاق اتحاد لجان الشباب الكرد لتجمعاته الحاشدة المناهضة للنظام أيامَ الجمع وترديده للشعارات واللافتات والموضوعات الخاصة بمظاهرات الجمع التي كانت تحصل في مدن سورية أخرى (وهي المظاهرات الكبرى التي كانت تجري بعد جلسات صلاة الجمعة) وذلك للتعبير عن تضامنه مع زملائه العرب. بينما كان حزب الاتحاد الديموقراطي والمجلس الوطني الكردي ينظمان مظاهراتهما أيامَ الأربعاء تمييزاً لنفسيْهما عن العرب السوريين المناهضين للنظام.[37]
وعلى الرغم من النشاط الكبير لشباب اتّحاد اللّجان على الأرض وتشكيلهم حجرَ الأساس للانتفاضة في المناطق التي يتواجد فيها الأكراد إلا أنّ أنشطتَهم بدتْ وكأنّها مقتصرة على المناطق الحضريّة (وتحديداً في عامودا والقامشلي) حيث -وفقاً لمراقبين- يعاني حزب الاتحاد الديموقراطي من تواجد أضعف.
في الحقيقة استخدم اتحادُ اللجان الرموزَ الكردية والبنية المادية للولوج إلى المجتمعات الكردية ضمن محاولاته لاستنساخ نسخة مدنية من الهوية الكردية تشجع التماسك السوري الكردي.
وتعدُّ صورة البروفايل الخاصة بصفحة اتحاد اللجان على الفيس بوك (لديها 17000 عضو) والتي تُظهر خريطة سوريا محاطةً بعلم الثورة والعلم الكردي وتتوسطها عبارةٌ بالعربية والكردية تقول "سوريا لكل السوريين"، مؤشراً جيداً على توجهات اتّحاد اللّجان.[38]  
وبالإضافة لاستخدامه اللغة العربية فإن اتحاد اللجان يعتمد مفرداتٍ تركز على الانتماء لسوريا مثل "سوريا"، "الشعب السوري" و "انتفاضة الشعب السوري".
ويظهر هذا الفارق جلياً عند مقارنته مع مواقف حزب الاتحاد الديموقراطي والمجلس الوطني الكردي اللذين يشيران مراراً إلى الجيوب الكردية بـ "كردستان سوريا" أو "غرب كردستان" واللذين غالباً ما يستخدمان اللغة الكردية. وعلى التوازي من ذلك وبالتعاون مع اتحاد اللجان أسست مجموعةٌ من الشباب الكردي المهتم بالسياسة إذاعة إخبارية سميت بـ "ولات" التي تعني "الوطن الأم" باللغة الكردية، معنيةً بمخاطبة كل السوريين عرباً وكرداً، حيث تَبُثُّ برامجها وموسيقاها بكلا اللغتين العربية والكردية في محاولة لتقوية التضامن بين العرب والكرد.    
ووفقاً لمصدر من داخل إذاعة "ولات" فإن الإذاعة ممولة ذاتياً وتعتمد على فريق شبابي كردي "مثقف ويعمل داخل سوريا".[39] 
على ضوء ذلك يمكن النظر إلى اتحاد اللجان بصفته فاعلاً معتدلَ الرؤى في المشهد الكردي ضمن نضاله لإنتاج توجه مدني للهوية الكردية، لكن على الرغم من ذلك لازال لدى اتحاد اللّجان مَواطِن ضَعْف قاتلة.
يأتي في المقام الأول افتقارُه إلى التمويل والدعم اللذين يحظى بهما الفاعلان الآخران، فضلاً عن عدم امتلاكه شبكة خيرية وجناح عسكري يعادلان القوة المادية لمنافسيْه.
ثانياً، عجزَ اتحادُ اللجان عن تأسيس عقد اجتماعي يربطه بأغلب شرائح المجتمع الكردي باستثناء طبقة خاصة حضرية وأغلبها من الشباب المثقف المنحدر من الطبقة الوسطى، وذلك على الضد من مُزاحِمه الجذري حزب الاتحاد الديموقراطي الذي نجح بكفاءة في تعبئة الكرد ونيل دعمهم في كلٍّ من المناطق الحضرية والنائية. 
ثالثاً والأكثر أهميةً هو تعرُّض مجموعة أعضاء من اتحاد اللجان للضغط والقمع من قبل النظام السوري وحزب الاتحاد الديموقراطي وفقدانهم بالتالي لنقاط قوتهم. يضاف إلى ذلك أنه نظراً لطول أمد الانتفاضة ولتسارع أحداثها فلقد "تعرّضَ هؤلاء الشباب لضغوط شديدة لإيجاد فسحة للنمو داخله".[40]        
وبتعبير ناشط سابق في اتحاد اللجان نزح إلى تركيا، فإن:
"المال السياسي والعنف قد أعاقا اتحاد اللجان ودفعا باتجاه تمزيقه، حيث غادر العديدُ من أعضاء اتحاد اللجان البلدَ هرباً من تهديدات حزب الاتحاد الديموقراطي، وحُشر بعضهم الآخر ضمن مجموعة كردية خاصة فيما استمرت قلة قليلة جداً من الأعضاء يعملون هناك (في المناطق التي يتواجد فيها الأكراد في سوريا) بنطاق ضيق جداً وبإمكانات محدودة متروكين وحدهم".[41] 
استناداً إلى ما ذكر أعلاه، يبدو أنّ الفاعلين هؤلاء؛ حزب الاتحاد الديموقراطي والمجلس الوطني الكردي واتّحاد لجان الشباب الكرد يلعبون أدواراً محوية في إعادة إنتاج الهوية الكردية وفق منحىً يبدأ بالأعلى وينتهي بالأسفل. والحقيقة أن جميعهم قد تلاعب بالرأسمال المادي والرمزي لإعادة بناء نسخة محددة من الهوية. ويبدو أيضاً أن التآثر المشترك بين المتغيرات وفق مقاربة أعلى-أسفل (الفاعلون السياسيون، البنى المادية، الرموز) والتفاعل فيما بينها بالتزامن مع معضلة الأمن، قد أخضع الهوية الكردية لعمليات مستمرة من إعادة الإنتاج.
 
الهوية الكردية وسط الواقعية السياسية للبارزاني وأردوغان
 
مثل باقي اللاعبين الإقليميين في الدول المجاورة، شعرت تركيا بالقلق جرّاء تحوّلاتِ القوّة في الوضع الكرديّ عَبْر حدودها الجنوبية، حيث استطاع حزبُ الاتحاد الديموقراطي (النسخة طبق الأصل لعدو تركيا القديم؛ حزب العمال الكردستاني) الصعودَ كفاعل مُهَيْمِن. شكّل هذا تهديداً محتملاً للأمن القومي التركي، ما دفع حكومة أنقرة إلى تطوير استراتيجياتٍ لتحييد التهديد الكردي. واستناداً إلى حساباتٍ سياسية، مالت تلك الاستراتيجيات نحو سياسة الاحتواء بديلاً عن التصعيد نظراً لكون تركيا قد قررت الامتناع عن الدخول بثقلها إلى المستنقع السوري. وعليه فقد اعتمدت الإدارة التركية تكتيكات استراتيجية للتعامل مع الوضع الجديد.
ففي المقام الأول قوّتْ تركيا خصمَ حزب الاتحاد الديموقراطي؛ المجلس الوطني الكردي وبعضَ المجموعات العربية التابعة للمعارضة،[42] كما دخلت في مفاوضاتٍ لحل المسألة الكردية في تركيا بحثاً عن تقارب "تاريخي" مع حزب العمال الكردستاني.[43]ولقد بدا أن اعتماد مثل هذا الخطاب قد أسفر عن انعكاساتٍ حاسمة على إعادة إنتاج الهوية الكردية.
سعى الأتراك في الواقع وراء تمكين المجلس الوطني الكردي من أجل تعديل ميزان القوى بين الفاعلين الأكراد، فقدمت حكومة رجب طيب أردوغان دعمها السياسي للمجلس الوطني الكردي عبر حليف أنقرة الاستراتيجي مسعود البارزاني. وبدا على الطرف المقابل أن البارزاني يشارك تركيا مصلحتَها في كبح حزب الاتحاد الديموقراطي، وذلك منذ أن بدأ الأخير يظهر كمنافس قوي يهدد نفوذ الحزب الديموقراطي الكردستاني في المناطق التي يتواجد فيها الأكراد الخارجة عن سلطة الأسد. يضاف إلى ذلك أن البارزاني كان يهدف من خلال لعبه دور الوسيط إلى كسب قدر معين من النفوذ في الداخل التركي.[44] 
من الناحية العملية كانت سياسة البارزاني مزدوجةً في مواجهة حزب الاتحاد الديموقراطي، حيث قدّم البارزاني في المقام الأول دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً للمجلس الوطني الكردي متجنّباً في ذات الوقت التسبّبَ بأيّ تصعيد، كما هَدَف في المقام الثاني إلى تشكيل حلف عسكري مع حزب الاتحاد الديموقراطي سعياً وراء احتواء تهديده. 

صورة تجمع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني
 
وعليه فقد رعى البارزاني في تموز/يوليو 2012 وقبل فترة قليلة من انسحاب قوات النظام من المناطق الكردية، رعى إعلانَ أربيل الذي يعد بمثابة اتفاق لتقاسم السلطة بين المتنافسيْن. ووفقاً للإعلان يدير كلٌ من حزب الاتحاد الديموقراطي والمجلس الوطني الكردي بشكل مشترك المناطقَ الكردية في سوريا.
لكن على الرغم من كل ذلك يبدو أنّ كلاً من أردوغان والبارزاني قد عجزا عن تحقيق أهدافهما في كبح حزب الاتحاد الديموقراطي نظراً لعجز المجلس الوطني الكردي عن مجاراة القوة المتسارعة لحزب الاتحاد الديموقراطي على الأرض.[45] 
كما سعت تركيا لإضعاف حزب الاتحاد الديموقراطي عبر تقوية مجموعات من المعارضة العربية السورية تحمل توجهاً معادياً لحزب الاتحاد، مثل المجلس الوطني السوري الذي كان المجلس الوطني الكردي عضواً سابقاً فيه.[46]
أكّد المجلس الوطني السوري علناً وبشكل متكرر على "الصفة العربية" لسوريا ووصف الطموح الكردي للفيدرالية بكونه "وهماً".[47]
في الحقيقة أثار هذا حفيظة حزب الاتحاد الديموقراطي، فاتَهم كلاً من تركيا والمجلس الوطني السوري بمعاداة التطلعات الكردية،[48] وبطريقة مماثلة رفض ائتلاف قوى الثورة والمعارضة (كيان معارِض آخر مدعوم من تركيا) مقترحَ المجلس الوطني الكردي بإسقاط صفة "العربية" من "الجمهورية العربية السورية"،[49] الأمر الذي زاد من حدة الانقسام العربي الكردي.
في السياق ذاته، لابد من تسجيل أنه ومنذ بَدْء الانتفاضة سعت فصائل متعددة من المعارضة غير الكردية وراء تعبئة الشارع الكردي، بَيْدَ أنّها بدت عاجزة عن تطوير استراتيجيات مناسبة لمعالجة المسألة الكردية وعن تخفيف حدة التوترات العربية الكردية. فمن جهة انتقدت كتل المعارضة الإسلامية المدعومة من تركيا علناً رؤية المجلس الوطني الكردي ورفضت منطقه، متجاهلةً في غضون ذلك فرص المصالحة، بينما ناقشت كتلُ المعارضة العلمانية مثل هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي التي يشكل حزب الاتحاد الديموقراطي أحد كبار أعضائها، ناقشت بشكل غامض مسألتي الفيدرالية والحكم الذاتي اللتين تحتلان حيزاً هاماً من اهتمامات الكرد.[50]  
يضاف إلى ذلك أن المعارضة غير الكردية عجزت عن صياغة رؤية واضحة لكيفية معالجة المسألة الكردية في حقبة ما بعد الأسد. وكما يحاجج محلل كردي فإن هذا الأمر دفع الأكراد للتلاعب بالانتفاضة لتحقيق أهدافهم الخاصة: "يقاتل الأكراد الآن لتحصيل حقوقهم التي أنكرها نظام الأسد قبل الانتفاضة وأهملتْها المعارضة أثناء الانتفاضة".[51]
على ضوء هذا فإن الاستنتاج الذي يفرض نفسه هو أن استراتيجيات الواقعية السياسية التي وضعها أردوغان والبارزاني قد لعبت أدواراً هامة في إعادة إنتاج الهوية الكردية على نحوٍ يخدم مصالحهما. وعلى الرغم من أن كلاً منهما قد طبّق سياسة الاحتواء ضمن محاولاتهما للتوفيق بين الفصائل الكردية، إلا أنهما أثارا صراعات هوية من أعلى من خلال دعم لاعبٍ معين ضد الآخر. لقد عمل كلا السياسيين أردوغان والبارزاني لأجل دعم نسخة المجلس الوطني الكردي المعتدلة للهوية الكردية على حساب نسخة حزب العمال الكردستاني الراديكالية للهوية الكردية، واضعيْن بذلك هاتين النسختين على تضاد مع الهوية العربية.
والواقع أن سياسة أعلى-أسفل التي اتبعها أصحاب المشاريع السياسية الخارجية قد رسخت الحدود الإثنية بين الهويتين.
 
خطابات المستوى الأدنى
 
لما يقارب النصف قرن حُرِم الأكراد السوريون من إظهار أي رمز لهويتهم مثل الموسيقى والأزياء، وبدلاً من ذلك اضطروا إلى تغيير السمات الرمزية لهويتهم الكردية لتتوافق مع الهوية العربية، كتغيير أسمائهم الكردية إلى أسماء عربية.[52] لذلك كان من المتوقع ذهاب الأكراد -ومنذ بدء الانتفاضة- نحو تأكيد رموز وأساطير عرقيتهم. 
وعلى الرغم من توظيف اللاعبين السياسيين لمختلف الأحزاب الكردية للرموز الكردية في صياغة الهوية، إلا أن هذه الرموز بدت وكأنها قد عززت الشعور الوطني الكردي على مستوى القواعد دون أنْ تكون مُوجّهةً بشكل كامل من أعلى. ومن الجدير بالملاحظة أنه منذ بدء الانتفاضة ظهرت اللغة والموسيقى والرقص والعادات والأعلام الكردية بشكل واضح على امتداد المناطق الكردية في سوريا.[53]
ويُسمح الآن للأكراد علناً بأداء الرقصة الشعبية الكردية "الدبكة" (وهي رقصة فلكلورية) والتلويح بالعلم الكردي، ناهيك عن مهرجان النوروز (العيد الأكثر أهمية في الثقافة الكردية) الذي يحتفل فيه الآن علانية آلافٌ من الأكراد دون خطر معاقبتهم من قبل النظام السوري.[54]ومن المؤكد أن عرْضَ هذه الرموز قد عزّزَ الإحساس الكردي بالانتماء العرقي وغرس في الشعب الكردي شعورَ الفخر بعرقيته. والأهم من ذلك هو أن هذا العرض العام للعناصر الرمزية بدا وكأنه يتفاعل مع الخطابات الموجّهة من أعلى ومع أزمة انعدام الأمن، الأمر الذي عرّض الهوية الكردية لعملية مستمرة من إعادة الإنتاج.
يقر الشاب الكردي من القامشلي سيدار بالدور المؤثر للرموز في تقوية شعور ارتباط وتقارب الفرد الكردي مع إثنيته. وعندما سئل عن وجهة نظره في الرموز الكردية كالعلم الكردي وعيد النوروز، أجاب بحماس بأن: "هذه الرموز تجسِّد وجودي. عندما أهتف آزادي (تعني حرية باللغة الكردية) وألوّح بالعلم الكردي فإنني أخبِر الآخرين بأني كرديّ. أشعر بالاعتزاز الكبير بانتمائي الكردي".[55] وتجدر الملاحظة أيضاً أن اللغة الكردية (وهي رمز أساسي للهوية الكردية) سادت -طوال الانتفاضة- الخطابَ الصادر عن الجيوب الكردية، اذ تمَّ التعبير عن معظم الشعارات والأغاني واللافتات -خلال المسيرات المناهضة للنظام- باللغة الكردية. يضاف إلى ذلك أن عدداً كبيراً من المدارس بدأت بعد فترة وجيزة من انسحاب قوات النظام بتدريس مقررات أساسية باللغة الكردية كما خصصت ثلاث ساعات من اليوم المدرسي لتعليم اللغة الكردية وفق مستوى متقدم.[56] حيث أكد مدرسون سوريون أكراد – يتكلمون بالكردية- في تقرير لقناة العربية الفضائية أنّ: "لغة التدريس الأولى (في المناطق الكردية في سوريا) يجب أن تكون الكردية بينما تحل العربية والإنكليزية كلغتين ثانويتين".[57]
لقد تم نشر الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالتجمعات والنشاطات الثورية التي حصلت في المناطق الكردية على الإنترنت، ما أشعر الكثير من العرب السوريين بالقلق جراء هيمنة الرموز الكردية ودَفَعَهم نحو التشكيك بزملائهم الأكراد. وعلى سبيل المثال أعرب بكر –وهو ثائر عربي سوري- عن مخاوفه من تقديم الرموز الكردية: "إنني أشاهد مقاطع فيديو مظاهراتهم لكني لا أفهم كلمة واحدة لأن كل شيء يقال بالكردية. يبدو وكأنهم قد أوجدوا كردستان في سوريا. إنهم انتهازيون".[58]       
في السياق ذاته، أقر النظام السوري استعمال العناصر الرمزية للهوية الكردية ضمن مساعيه لتعبئة الأكراد. فعلى سبيل المثال بث التلفزيون السوري لقطات حية للمرة الأولى منذ نصف قرن لاحتفالات النوروز، مظهراً الشباب الأكراد يرقصون الدبكة، كما سُمح للأكراد بإجراء مقابلات باللغة الكردية.[59]
إجمالاً يمكن القول إنه على الرغم من أن التلاعب بالرموز كان عاملاً حاسماً لمساعي الفاعلين السياسيين الحكوميين وغير الحكوميين لإعادة إنتاج الهوية الكردية، إلا أن العناصر الرمزية قد فعلت فعلها على مستوى القواعد بحيث تفاعلت مع الخطابات الموجّهة من أعلى في خضم معضلة أمنية وساهمت بذات الوقت في التأسيس لصدامات هوياتية. ولعبت الأعلام والموسيقى واللغة والعادات وغيرها من الخصائص الرمزية دوراً حيوياً في تمكين الهوية الكردية وتوليد شعور قومي كردي إلى درجةٍ باتت معها الهوية الكردية مُمَيَّزةً عن غيرها من الهويات. وبعبارة أخرى فإن هذه الخصائص الرمزية تؤكد على مفهوم "نحن" في مقابل "هم"، ما يعني أنها بمثابة دوافع محتملة لصدامات هوياتية. 
 
الخاتمة
بناءً على هذا التحليل فإن الانتفاضة السورية قد عبّدت الطريق لإعادة بناء الهوية الكردية. ويبدو أن أربعة متغيرات تلعب دوراً محورياً في إعادة بناء الهوية الكردية وإثارة الصدامات الهوياتية. يأتي في المقام الأول أصحابُ المشاريع السياسية الحكوميون وغير الحكوميين الذي سعوا لإعادة إنتاج الهوية الكردية على نحو يخدم أهدافهم، ثم يأتي في المقام الثاني والثالث كل أولئك الفاعلين الذين وظّفوا المقومات المادية والرمزية (كالإعلام والأسلحة والفلكلور الكردي) لتعضيد الهوية الكردية على حساب الهوية العربية. فمن جهة أولى اعتمد النظام السوري سياسة الاحتواء تجاه الكرد في محاولة لتقسيم المعارضة المجزأة أصلاً ولتحييد الخطر الكردي في شمال شرق البلاد، مانحاً الأكراد شبهَ حكمٍ ذاتيّ. ومن جهة ثانية تنافسَ المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديموقراطي واتحاد لجان الشباب الكردي لإعادة إنتاج نسخ مختلفة من الهوية الكردية اعتماداً على الخصائص المادية والرمزية. وكما أوضحت هذه الورقة فإن كلاً من المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديموقراطي قد تنافسا لتحقيق قدر أكبر من الحكم الذاتي للأكراد ولربط الشعور الوطني بالأمة الكردية حصراً بأكثر من ربطه بالدولة السورية. على خلاف ذلك حاول اتحاد لجان الشباب الكرد إعادة إنتاج هوية كردية تسلط الضوء على الانتماء للدولة السورية، كما سعى إلى تعزيز التوافق بين الأكراد والعرب.  
والواقع أن كلاً من هؤلاء الفاعلين قد وظف البنية المادية والعوامل الرمزية لإعادة صياغة الهوية الكردية، في الوقت الذي كانوا فيه يتصارعون لأجل تثبيت مواقعهم. لكن التباين الواسع في الإمكانات أتاح لحزب الاتحاد الديموقراطي حالةً من الهيمنة. وعلى الرغم من افتقار حزب الاتحاد إلى الشرعية الدولية غير أنه نجح في تأسيس سلطة صلبة تستند إلى ثلاثة أركان: القوة المسلحة والمال والقاعدة الشعبية، ويرجع ذلك إلى تعبئته الفعالة لمختلف الطبقات الاجتماعية تحت مظلته بحيث أضحى -بحكم الأمر الواقع- مفوضاً بالشؤون الكردية. بينما عانى المجلس الوطني الكردي من الانقسامات وعجز عن تشكيل سلطة ثلاثية الأركان مكافئة لما لدى حزب الاتحاد الديموقراطي. وفي الوقت الذي استفاد فيه المجلس الوطني الكردي من الدعمين الإقليمي والدولي إلا أنه افتقر للقوة العسكرية والدعم الشعبي وعجز عن توسيع قاعدته الاجتماعية. أما اتحاد لجان الشباب الكرد فيبدو أنه أضحى المنافس الأضعف بحكم افتقاره لأي مقوّم قوة، حيث لا سلاح ولا تمويل ولا دعم إنْ على المستوى الدولي أو على مستوى القواعد الجماهيرية. ناهيك عن أن معظم شباب اتحاد اللجان قد غادر سوريا لأسباب أمنية، الأمر الذي لعب دوراً كبيراً في إحباط مساعيهم للاندماج داخل الدولة السورية.
رغم ذلك فإن جميع أصحاب المشاريع السياسية، وبغض النظر عن التفاوت في أجنداتهم وقدراتهم، يعيدون إنتاج الهوية الكردية وفق منهجية تبدأ من الأعلى وتنتهي بالأسفل، ويثيرون بخطابهم صداماتِ الهوية.
يبقى المتغير الأخير الذي يلعب دوراً فعالاً في إعادة تأسيس الهوية الكردية هو المعضلة الأمنية التي واجهت الكرد. والحقيقة أن معضلة الأمن التي تصاعدت طيلة الصراع ترسخ الحدود الإثنية بين العرب والأكراد.
بالمحصلة استغلت السياسات المفروضة من أعلى والتي طبقها كلٌّ من النظام السوري والفاعلون السياسيون الأكراد والمعارضة العربية السورية والقوى الإقليمية، استغلت الهوية الكردية لأغراض الواقعية السياسية
تلاعبَ كلٌّ من هؤلاء بالمقومات المادية والرمزية لتقديم صيغة محددة من الهوية الكردية. والأمر الأكثر أهمية هو تفاعل هذه الخطابات الموجهة من أعلى مع الخطاب المنبثق من الأسفل، ما عرّض الهوية الكردية ضمن سياق أمني ضاغط إلى عملية مستمرة من إعادة الإنتاج.
إلى زمن كتابة هذه الورقة يبقى من غير الواضح أي من هذه النسخ للهوية الكردية سوف تستكملها عملية إعادة الإنتاج وما هي الآثار التي ستترتب على ذلك في سوريا مابعد الأسد.
أياً يكن... من المؤكد أن الهوية الكردية قد دخلت عصر التمكين.
 
المصدر: ojs.st-andrews.ac.uk
    

الهوامش:


1- مقابلة الباحثة مع هامبر في دمشق 01-10-2012

2- "أكراد سوريا: صراعٌ ضمن صراع"، مجموعة الأزمات الدولية، التقرير رقم 136 بتاريخ 22 كانون الثاني/يناير 2013، ص14.

3- سيقدم الجزء التالي من هذا القسم نقاشاً حول حزب الاتحاد الديموقراطي.

4- المرجع نفسه، ص2، راجع أيضاً "أكراد سوريا: ماضٍ مضطرب ومستقبل غامض"، الموقع الإلكتروني لمركز كارنيغي، تمت مشاهدته في 22   نيسان/أبريل 2013، انظر الرابط

5- مجموعة الأزمات الدولية، كانون الثاني/يناير 2013، مصدر سابق، ص1-14.

6- "صعود الأكراد في سوريا"، موقع صدى، تمت مشاهدته في 27 نيسان/أبريل 2013، انظر الرابط.

7- انظر "البرنامج السياسي" في صفحة حزب الاتحاد الديموقراطي على الفيس بوك، تمت مشاهدته في 1 نيسان/أبريل 2013، انظر الرابط.

8- "موقع مراسلون الألماني يجري مقابلة مع الرئيس المشترك لحزبنا: صالح مسلم"، موقع حزب الاتحاد الديوقراطي، تمت مشاهدته في 23 نيسان/أبريل 2013، انظر الرابط.  

9- مجموعة الأزمات الدولية، كانون الثاني/يناير 2013، مصدر سابق، ص 20.

10- مرجع سابق.

11- مقابلة عبر السكايب أجرتها الباحثة مع شخص كردي في رأس العين في 21نيسان/أبريل 2013. 

12- "صعود الأكراد في سوريا"، مصدر سابق. 

13- مجموعة الأزمات الدولية، كانون الثاني/يناير 2013، مصدر سابق، ص 14. 

14- المرجع السابق، ص 13. 

15- مقابلة الباحثة عبر السكايب مع شخص كردي لم يحدد اسمه من الدرباسية 10 آذار/مارس 2013.

16- "أكراد سوريا: ماضٍ مضطرب ومستقبل غامض"، مصدر سابق. 

17- "اشتباكات عنيفة بين الأكراد السوريين والجهاديين"، موقع وكالة فرانس برس، تمت مشاهدته في 23 نيسان/أبريل 2103، انظر الرابط.

18- "أزمة سوريا: بلدةٌ سوريةٌ تشهدُ اقتتالَ خليطٍ من القوى"، موقع الـ بي بي سي، تمت مشاهدته في 23 نيسان/أبريل 2013، انظر الرابط.

19- مقابلة الباحثة عبر السكايب مع سردار، 21 نيسان/أبريل 2013.

20- مجموعة الأزمات الدولية، كانون الثاني/يناير 2013، مصدر سابق، ص 11، أيضاً انظر صور التجمعات المختلفة التي نظمها حزب الاتحاد الديموقراطي على موقع الحزب الإلكتروني، تمت مشاهدته في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2013، انظر الرابط.

21- "قامشلو" موقع حزب الاتحاد الديموقراطي، تمت مشاهدته في 2 نيسان/أبريل 2013، انظر الرابط.

22- صفحة حزب الاتحاد الديموقراطي على الفيس بوك، تمت مشاهدتها في 23 نيسان/أبريل 2013، انظر الرابط.

شاهد أيضاً قناة الحزب على اليوتيوب، تمت مشاهدتها في 26 تشرين الأول/أكتوبر 2013، انظر الرابط.   

23- "المجلس الوطني الكردي"، الموقع الإلكتروني لمركز كارنيغي، تمت مشاهدته في 23 نيسان/أبريل 2013، انظر الرابط.

24- "أكراد سوريا: ماضٍ مضطرب ومستقبل غامض"، مصدر سابق، انظر يضاً مجموعة الأزمات الدولية كانون الثاني/يناير 2013، مصدر سابق، ص 18.

25- "دليل العمل السياسي للمجلس الوطني الكردي"، الموقع الإلكتروني للمجلس الوطني الكردي، تمت مشاهدته في 23 نيسان/أبريل 2013، انظر الرابط.

26- "كي لاننسى"، الموقع الإلكتروني للمجلس الوطني الكردي، تمت مشاهدته في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2013، انظر الرابط.

27- "شخصية اليوم"، الموقع الإلكتروني للمجلس الوطني الكردي، تمت مشاهدته في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2013، انظر الرابط.

28- مجموعة الأزمات الدولية، كانون الثاني/يناير 2013، مصدر سابق، ص 4-18.

29- مقابلة الباحثة عبر السكايب مع ناشط تابع للمجلس الوطني الكردي (لم يتم ذكر اسمه) في 22 نيسان/أبريل 2013.

30- "أكراد سوريا: ماضٍ مضطرب ومستقبل غامض"، مصدر سابق، وانظر أيضاً مجموعة الأزمات الدولية كانون الثاني/يناير 2013، مصدر سابق، ص 4-5.

31- لمعلومات أوفى عن دور لجان التنسيق المحلية خلال الانتفاضة السورية، انظر مقالة أنطوني شديد "تحالفُ لجان الحارات والشوارع يولِّد معارضة جديدة في سوريا"، النيويورك تايمز 30 حزيران/يونيو 2011.

32- صفحة اتحاد لجان الشباب الكرد في سورية على الفيس بوك، تمت مشاهدتها في 22 نيسان/أبريل 2013، انظر الرابط.  

33- عمل ميداني في سوريا، شباط/فبراير-تشرين الأول/أكتوبر 2012. انظر أيضاً مجموعة الأزمات الدولية كانون الثاني/يناير 2013، مصدر سابق، ص 17.

34- مقابلة الباحثة مع ثائر كردي لم تذكر اسمه في 1 تشرين الأول/أكتوبر 2012 بدمشق. 

35- مجموعة الأزمات الدولية، كانون الثاني/يناير 2013، مصدر سابق، ص 18. 

36- عمل ميداني في 24 أيار/مايو 2012 في منطقة اللوان بدمشق. 

37- مجموعة الأزمات الدولية كانون الثاني/يناير 2013، مصدر سابق، ص 9.

38- انظر الملحق 13. الصورة متوفرة على صفحة اتحاد اللجان على الفيس بوك، تمت مشاهدتها في 22 نيسان/أبريل 2015، انظر الرابط.

39- مقابلة الباحثة عبر السكايب مع كردي لم تذكر اسمه في 22 نيسان/أبريل 2013. 

40- مجموعة الأزمات الدولية، كانون الثاني/يناير 2013، مصدر سابق، ص 10. 

41- مقابلة الباحثة عبر السكايب مع درويش في 21 نيسان/أبريل 2013. 

42- مجموعة الأزمات الدولية، كانون الثاني/يناير 2013، مصدر سابق، ص 28-29. 

43- إيان تراينور "يتعين على تركيا اغتنام عرض السلام المقدم من زعيم حرب العصابات الكردية" الغارديان، 21 آذار/مارس 2013. اقرأ أيضاً "زمن استراتيجية تركيا الكردية"، موقع "توداي زمان" الإلكتروني، تمت مشاهدته في 14أ يار/مايو 2013، انظر الرابط.

44- مجموعة الأزمات الدولية، كانون الثاني/يناير 2013. مصدر سابق. 

45- مصدر سابق، ص 4.

46- تأسس المجلس الوطني السوري في 23 آب/أغسطس 2011 بدعمٍ من تركيا والسعودية، وهو بمنزلة ائتلاف لأحزاب معارِضة هيمن عليه الإسلاميون. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2012 تأسس في قطر ائتلاف قوى الثورة والمعارضة، وهو مجرد تكرار للمجلس الوطني السوري. لتفاصيل أوفى عن العلاقات العربية - الكردية خلال الانتفاضة، انظر فاروق حجّي مصطفى "الكرد السوريون والحراك الديموقراطي" (بيروت: الدار العربية للعلوم، 2013)

47- في تموز/يوليو 2012 وخلال مؤتمر لأحزاب المعارضة السورية في القاهرة قال برهان غليون بإصرار وكان رئيسَ المجلس آنذاك "يتعين على الأكراد التخلي عن أوهام الفيدرالية"، انظر مجموعة الأزمات الدولية 2013، مصدر سابق، ص 39. 

48- مصدر سابق.

49- كان هذا شرطاً مسبقاً طرحه المجلس الوطني الكردي لانضمامه إلى المجلس الوطني السوري، ورُفض لاحقاً، ما انعكس سلباً على العلاقات بين المجلسين؛ الوطني السوري والوطني الكردي. انظر مجموعة الأزمات الدولية كانون الثاني/يناير 2013، مصدر سابق، ص 80.

50- فاروق حجّي مصطفى، مصدر سابق، ص 48-60.

51- مقابلة الباحثة مع محلل كردي لم تذكر اسمه، 22 نيسان/أبريل 2013.

52- انظر "ممنوع آزادي"، موقع "المدن" الإلكتروني، تمت مشاهدته في 22 نيسان/أبريل 2015، انظر الرابط.

53- للحصول على صور شاملة -التقطتها وكالات أنباء دولية- عن التجمعات الكردية، انظر "شعارات، شارات وملصقات: ثورة الأكراد السوريين"، موقع المحرر الإلكتروني، تمت مشاهدته في في 22 نيسان/أبريل 2015، انظر الرابط.

54- يقام عيد النوروز في الحادي والعشرين من آذار في كل عام، وهو يعني اليوم الأول من السنة الكردية، ويمثل وفقاً للأساطير الكردية انتصارَ الآلهة على الشيطان. لمعلومات أوفى عن مكانة النوروز في الثقافة الكردية، انظر "النوروز: قصة العيد الكردي، العيد الممنوع"، موقع الشبكة الكردية الإلكتروني، تمت مشاهدته في 22 نيسان/أبريل 2015، انظر الرابط.

55- مقابلة الباحثة عبر السكايب مع سيدار في 26 نيسان/أبريل 2013.

56- على سبيل المثال انظر تقرير فضائية العربية "المدارس الكردية في سوريا"، تمت مشاهدته على اليويتوب في 22 نيسان/أبريل 2015، انظر الرابط.

شاهد أيضاً "الأزمة في سوريا تعزز الأمل الكردي"، موقع بي بي سي الإلكتروني، تمت مشاهدته في 22 نيسان/أبريل 2015، انظر الرابط.

و "أكراد سوريا يجدون لغة الحرية"، موقع وكالة الأنباء العالمية الإلكتروني، تمت مشاهدته في 22 نيسان/أبريل 2015، انظر الرابط.

 57- تقرير العرية "المدارس الكردية في سوريا"، مصدر سابق.

58- مقابلة الباحثة مع محمد في 21 آذار/مارس 2012 بدمشق.

59- يتوفر فيديو مؤرشف من أربع دقائق لاحتفالات النوروز على اليوتيوب بعنوان "كل نوروز وسوريا بألف خير"، تمت مشاهدته في 26 نيسان/أبريل 2013، انظر الرابط.

وبعد أسبوع واحد فقط من اندلاع الانتفاضة، نشرت وكالة الأنباء السورية تقريراً عن احتفالات النوروز شددت فيه على أن النوروز "فرصة للتأكيد على الوئام والحرية والسلام للجميع، آملين بأن يكون بمقدور كل شخص التمتع بهذا الجو البهيج لهذا التقليد الاجتماعي المتأصل في الهوية الثقافية لسوريا"، انظر "المجتمع الكردي في سوريا يحتفل بيوم النوروز" الموقع الإلكتروني لوكالة سانا، تمت مشاهدته في 22 نيسان/أبريل 2015، انظر الرابط.

صلاح الدين الملوحي
مترجم وباحث سوري، كندا.

علا الرفاعي

حاصلة على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة سانت أندروز (2013)، حيث أعدت أطروحتها حول سوريا بعنوان" اشتباكات الهوية وسط الانتفاضة السورية.

اترك تعليق*

* إرسال التعليق يعني موافقة القارئ على شروط الاستخدام التالية:

- لهيئة التحرير الحق في اختصار التعليق أو عدم نشره، وهذا الشرط يسري بشكل خاص على التعليقات التي تتضمن إساءة إلى الأشخاص أو تعبيرات عنصرية أو التعليقات غير الموضوعية وتلك التي لا تتعلق بالموضوع المُعلق عليه أو تلك المكتوبة بلهجة عامية أو لغة أجنبية غير اللغة العربية.

- التعليقات المتكوبة بأسماء رمزية أو بأسماء غير حقيقية سوف لا يتم نشرها.

- يرجى عدم وضع أرقام هواتف لأن التعليقات ستكون متاحة على محرك البحث غوغل وغيره من محركات البحث.